الخطيب زار عكار والتقى عددا من فاعلياتها :الحوار هو السبيل الانجح للوصول الى مساحات مشتركة للنهوض بالوطن
زار نائب رئيس “التيار الوطني الحر لشؤون العمل الوطني” الوزير السابق
طارق الخطيب محافظة عكار والتقى عددا من الشخصيات والفاعليات الدينية
والحزبية والمحلية، وذلك ترسيخا لسياسة “التيار” الانفتاحية على سائر
مكونات النسيج الوطني واستكمالا للقاءات الناجحة التي قام بها في عكار.
ورافق الخطيب في زيارته، منسق قضاء عكار في التيار المحامي فادي اسطفان
ومساعد المنسق أحمد سويد ومسؤول العلاقات العامة في هيئة القضاء الدكتور
علاء مخول والمهندس عفيف نسيم والمحامي رمزي دسوم.
زيارة مفتي عكار
استهلت الزيارة بلقاء مع مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، في مكتبه في بلدة
برقايل، في حضور مدير مكتب دار الإفتاء في عكار الشيخ هشام اسماعيل والشيخ
عبد الرحمن، وتم التطرق الى موضوع الحرمان، خصوصا ما تعانيه منطقة عكار من
ضعف في الخدمات والانماء مقارنة بسائر المناطق الأخرى، إضافة الى موضوع
وباء “كورونا” وأثره على الحياة ككل، كما حاز موضوع اللامركزية الإدارية
حيزا من النقاش، وفي هذا الاطار كانت دعوة الى التوسع في إقرار هذا البند
لما فيه من تسهيل لحياة المواطن في مناطق الأطراف.
الخطيب
ونقل الخطيب للمفتي زكريا تحيات رئيس التيار النائب جبران باسيل، ومنه لكل
المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية في عكار، وأكد باسمه وباسم جميع
التياريين “انفتاح التيار على كل ما هو إيجابي يصب في مصلحة المواطن على
امتداد مساحة الوطن وكل ما من شأنه أن يزيل عبء الصعاب عن المواطن الكادح،
في ظل الظروف الراهنة التي يجمع على صعوبتها سائر الأطراف المحليون، على
الرغم من الاختلافات والتباينات في وجهات النظر”.
ودعا الخطيب الجميع الى “اعلاء لغة الحوار، هو السبيل الأنجح للوصول الى
مساحات مشتركة من أجل النهوض بالوطن”، مشددا على “أهمية التواصل والتلاقي
ووضع الخلافات السياسية جانبا، اذ جل ما يطمح اليه المواطن اليوم هو تحقيق
أدنى مقومات الحياة والصمود وتلبية حاجاته الضرورية، فهو اليوم يئن تحت
وطأة العوز”، مشيرا الى ان “القيادة في التيار الوطني الحر تسمع أنينه
ويؤلمها ذلك، واذ تعبر عن ألمها، تعلن أن يدها ممدودة للجميع وترفع راية
الحوار البناء نهجا، معتبرة أن الخلافات السياسية متى وجدت، ماهي الا
اجتهادات على كيفية إدارة الأمور لكل طرف فيها رؤيته وطريقته، فالاحترام
المتبادل والحوار هو ركيزة أساسية لإنقاذ الوطن. أما التفاصيل فتبقى مدار
نقاش ودرس يمكن الاختلاف عليها، ومن الممكن حتى الاتفاق، وتبقى القضية
الوحيدة التي نجمع عليها جميعا هي مسألة بناء الدولة التي تحترم فيها حقوق
المواطن الذي عليه أن ينتهج ثقافة الانتماء للوطن بعيدا عن التبعية
والبغضاء”، وثمن “رسالة الأديان التي هي كالينابيع الدفاقة، فكل الأديان
أمرت بخدمة الانسان وحسن تدبير أموره”.
وعن الحادثة التي راح ضحيتها الشاب هشام الشعار عند مفترق بلدة ببنين، أعلن
الخطيب عن “أسفه العميق وألمه وألم سائر التياريين لسقوط ابن من أبنائنا
ومن أبناء عكار في هذه الحادثة الأليمة. وإذ نقدر عاليا ألم أهل الفقيد،
نعرب عن احتضان التيار لهذه الحادثة”، داعيا الى “أن تأخذ العدالة مجراها،
فالمشتبه بريء حتى تثبت ادانته، أما اليد فهي ممدودة للجميع”، وشدد على
“ضرورة حصر الاشكال في مكانه، على اعتبار أنه وليدة ساعته وليس هناك أي
خلفيات سياسية أو حزبية أو عائلية أو حتى ثأرية وراء هذا الحادث الأليم
الذي سقط فيه الشاب الشعار”.
المفتي زكريا
وأشاد المفتي زكريا بموقف التيار الوطني الحر، مقدرا “البيان الذي صدر في
ما يختص بطريقة التعاطي مع الحادثة”، ودعا الى “عدم السماح لأحد بأن يصطاد
بالماء العكر”، مثمنا “الباع الطويل لدى التيار وقياداتهم وحكمتهم في
التعاطي مع الأمور ككل، وتاريخهم في المنطقة يشهد على ذلك، وهو ليس بجديد
على سلوك التياريين وأخلاقهم وحكمتهم وانفتاحهم على سائر مكونات النسيج
العكاري، وما موضوع المصالحة الأخيرة التي تمت في مكتب التيار عقب حادثة
احراقه، الا صورة متجسدة عن أخلاقيات التيار وفكر التسامح والتلاقي لديه”،
مقدرا الخطوة، معربا عن تقديره “لمواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال
عون”، متمنيا “التوفيق في الإسراع بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلف
دولة الرئيس سعد الدين الحريري”، محييا النائب باسيل.
اسطفان
واستطرادا، قام منسق القضاء المحامي فادي اسطفان بوضع المفتي زكريا بصورة
حيثيات ملف الحادثة، مشددا على “ضرورة حصر الحادث بمكانه”، معتبرا انه “آني
عرضي لا خلفيات وراءه وهو ابن وقته”، مشيرا الى أن “جرح أهل الفقيد هو جرح
لكل التياريين في عكار”، مؤكدا “وقوف التيار الى جانب عائلة الفقيد إضافة
الى وقوف التيار الى جانب الأخ كمال البستاني كونه من أبناء التيار وعائلته
وصولا الى حصوله على محاكمة عادلة، من هنا ادعو الى ضرورة اعلاء صوت
العقلاء ومتابعة الموضوع مع أصحاب الشأن من الواعين والحكماء”.
زيارة رئيس بلدية ببنين
ثم زار الخطيب والوفد المرافق رئيس بلدية ببنين الدكتور كفاح الكسار في
دارته في ببنين، في حضور مجموعة من أبناء البلدة والمجلس البلدي.
وأعرب الكسار عن فرحه بهذه الزيارة “التي أقدرها عاليا، واحترامي العميق
لمعالي الوزير الخطيب القادم من بيئة وطنية أعطت للوطن الكثير”.
واعرب الخطيب للكسار عن “اعتزاز التيار بهذه العلاقة الطيبة”، شاكرا له
“حكمته وموقفه النبيل وقامه بإتمام المصالحة بعد حادثة حريق مكتب التيار في
منيارة”، مشيرا الى أن “التيار تجاوز بطول أناة ارتدادات الحادثة وأن
صفحتها طويت الى غير رجعة”، مشددا على “نقاط الالتقاء الجامعة لكل مكونات
الوطن والنسيج العكاري وهي بالتالي مدماك بناء لبنان الجديد”، محييا خطاب
الكسار العقلاني، ناقلا اليه تحيات رئيس التيار النائب جبران باسيل.
الكسار
وكانت للكسار مطالعة وجدانية فكرية وأخلاقية، أبدى فيها كل الايجابية نحو
التيار، معربا عن روح انفتاح ومحبة وتقدير، شاكرا التيار الوطني الحر
“قيادة ومحازبين على الشرف الكبيرالذي أولوه لي بقيامهم بهذه الزيارة،
والتقدير الكبير للخطيب”، محييا فيه “هذه الصورة الوطنية والمجد الوطني
المجبول بالخير والفضيلة”، معتبرا ان “عمل المصالحة كان فعل تواضع من
التيار وتعال عن الجرح”، مشيرا الى ان “عملية المصالحة واللقاء الكبير في
مكتب التيار هي احتفال المسامحة”، مشددا على “فكرة أن حادثة احراق مكتب
التيار كانت وليدة اندفاعات بريئة غير موجهة من قبل بعض الثوار”، موضحا
انهم “ضحية اهمال وألم وحرمان وعلى الجميع احتضانهم لما يعانون منه وأن
تتضافر جهودهم لمعالجة مشاكلهم، حتى لا يحذوا حذو العديد ممن ركبوا موجة
الثورة وغرر بهم من جهة أو أخرى لأهداف مشبوهة باتت معروفة ومكشوفة أمام
الجميع، وأتت المصالحة لتريح الجو العام في عكار وتضع مدماكا في الاتجاه
الصحيح”.
واعرب الكسار عن تقديره واحترامه الكبير “لمعالي الوزير باسيل، ونهج العماد
ميشال عون”، وقال: “إن العماد عون ما حمل يوما سلاحا غير شرعيا، هو خاض
حربين واحدة بوجه العدو الاسرائيلي والثانية بوجه الميليشيات، وبكلا
الحربين كان صوت الشعب الذي يسعى الى الحياة وبناء الدولة وهو كان صوت
البيئة السنية التي لم تحمل حينها أي سلاح غير سلاح الدولة”.
ودعا الى “تعميم تجربة التيار في عكار على سائر القطاعات لما لها من حسن
تدبير وترفع عن الصغائر في شتى المواضيع التي تم التعاون فيها وآخرها موضوع
المصالحة”، مثمنا “دور المنسق فادي اسطفان وأفراد الهيئة في هذا الخصوص”.
زيارة العثمان
ثم انتقل الوفد لزيارة التياري هزاع العثمان، وكانت مناسبة لتعزيته بوفاة والده، حيث نقل الخطيب تحيات وتعازي النائب باسيل.
زيارة حدارة
ثم زار الوفد المرشح عن المقعد السني على لائحة التيار في الانتخابات
النيابية للعام 2017 محمود حدارة في دارته، وكانت مناسبة لتعزيته بوفاة
خالد حدارة، وجرى نقاش حول فرادة عكار في مفهوم العيش المشترك، والتطرق الى
الحاجة الملحة للخدمات والانماء نظرا لما تعانيه المنطقة من حرمان.
منفذية القومي في حلبا
بعدها انتقل الوفد الى منفذية “الحزب السوري القومي الاجتماعي” في حلبا،
حيث استقبله المنفذ العام لعكار ساسين يوسف وعدد من مسؤولي المنفذية، حيث
اعرب يوسف عن تقدير الحزب لهذه الالتفاتة الخاصة من الخطيب واهتمامه بمنطقة
عكار”.
ورأى أن العقوبات الأميركية على النائب باسيل “هي وسام على صدره”، مستنكرا
“اتهامه بالفساد والاساءة بحقه والحملة المنظمة ضده والتعمية عمن هم أساس
الفساد ورموزه”، معتبرا ان النائب باسيل “ربح ثقة الناس وهذا رأي القوميين
وقيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي”.
الخطيب
بدوره، شكر الخطيب يوسف على “العاطفة النبيلة بحق الوزير باسيل والتيار”،
محييا “العقلانية الدائمة في خطاب القوميين”، مشيرا الى “النقاط المشتركة
بين الحزبين تحت المظلة الاستراتيجية وهي الفكر العلماني، الرؤية الوطنية
الواحدة والنظرة من الصراع العربي الاسرائيلي، اضافة الى تلمس الطرفين
لأوجاع الناس وهمومهم والتي يجب على الجميع أن يقاربها بروح حوارية بعيدة
عن الكيد”.
وقال: “واجب على كل القوى السياسية أن تقوم بالالتفات الى عكار وزيارتها
والوقوف الى احتياجاتها، كما عليها أن تسمع أنين العكاريين ووجعهم وهمومهم،
ومن غير المسموح أن تبقى العاصمة ومحيطها ينعمون بالانماء وأن تبقى مناطق
الأطراف محرومة من أي التفاتة انمائية. فعكار قدمت الكثير من الشهداء، سواء
في الأحزاب الوطنية أو من أبناءالمؤسسة العسكرية وهو وسام على صدرها”.
وعن موضوع العقوبات، اكد الخطيب أن “التيار ينظر لها أيضا على أنها وسام
على صدره، وهو يدرك جليا حجم الأثمان التي يدفعها وسيدفعها نتيجة لخياراته
الوطنية، ومن غير الوارد أن يبدل التيار ورئيسه جبران باسيل هذه القناعات،
اذ ما من أحد دفعنا لأخذها بل هي من صلب ايماننا ومن صلب مدرسة العماد عون
ونهجها، وهو ما يفاجأ به الجميع بمدى صلابة هذه الخيارات، حتى أن
الأميركيين تفاجأوا بصلابة هذه المواقف”.
واذ جدد الخطيب شكر القوميين على “هذه العاطفة الوطنية”، معتبرا أن “فيها
من الحق مقدارا لن يثنينا عن متابعة هذا النضال”، متمنيا أن “تستقطب طريق
الحق كل القوى وأن تتكلل هذه الجهود بانتصار في بناء الدولة المدنية، كما
الانتصار على العدو الاسرائيلي”.
ثم دار نقاش حيث اكد يوسف ان “العلاقة بين الحزبين في عكار هي ليست بجديدة
ومبنية على الأخوة والصداقة”، متطرقا الى “مجزرة حلبا التي وقعت في 11 أيار
2008″، مشيرا الى أن “الاشكال بدأ لحظة الهجوم الأول على مكتب التيار حين
قام القوميون بالدفاع عنه ومن ثم انتقل الى ساحات المنفذية”، مبديا عتبه من
ناحية “عدم وصول العلاقة مع التيار الى التكامل الكلي على الرغم من وسع
المساحة المشتركة التي تجمع الحزبين حتى أكثر بكثير من المساحة المشتركة مع
الحلفاء”.
ورأى أن “خيار الانتخابات النيابية السابقة وعدم السير بحلف انتخابي مع
التيار كان خطأ استراتيجيا من قيادة القومي وقيادة 8 آذار”، داعيا
الى”تعزيز الرؤية وتمتينها بين الحزبين، فمصيرنا في لبنان عامة وعكار خاصة
واحد ووجودي مشترك”.
بدوره رأى الخطيب ان “وضوع التكامل والتماهي هو موضوع واسع ويستلزم البحث
والنقاش الفكري”، وقال: “الطرفان مسؤولان عن عدم الوصول الى مساحة تفاهم
مشتركة على صورة ورقة التفاهم، وذلك لم يطرح على مستوى القيادات بين
الحزبين، ومن المفيد البحث في ذلك. ليس من الضروري الاندماج طالما نحن
متفقون على استرتيجية واحدة ومظلة واحدة. فالتيار مؤمن بالكيان اللبناني،
أما القوميون فتجاوزوا بفكرهم وعقيدتهم الى ما هو أبعد من الكيان “الهلال
الخصيب” وهذا الموضوع يستدعي النقاش الفكري والعقائدي الواسع للوصول الى
اتفاق بشأنه”.
ولفت الى ان “الاختلاف في الأداء السياسي موجود وتجلى أخيرا في موضوع تسمية
الرئيس سعد الدين رفيق الحريري لتشكيل الحكومة، وتم ارتكاب العديد من
الخطايا في الفريق الواحد التيار و8آذار”، معتبرا ان “نقاط الاتفاق موجودة
كما العديد من نقاط التباين التي تستدعي النقاش العام والمشترك”.
دارة آل عجاج
ثم زار الوفد منزل محمد عجاج ابراهيم في حضور حشد من فاعليات السهل ورؤساء
بلديات المنطقة ومخاتيرها، وكان تشديد على “الدور المحوري والوطني للتيار
الوطني الحر”، وترحيب بالخطيب محملينه “خالص التقدير والتحيات لباسيل ورئيس
الجمهورية، مؤكدين انهم “مع هذا الخط والنهج الذي يخطه العماد عون ومعه
الوزير باسيل”.
ثم كانت زيارة تعزية بعميد “آل النحيلي” الراحل محرز النحيلي والد منسق مشتى حمود في الوطني الحر.
واختتمت الجولة بزيارة لرئيس بلدية البيرة محمد وهبة في دارته، في حضور رئيس اتحاد بلديات الدريب الاوسط.
وبعد ترحيب شكر الخطيب وهبة على تضامنه مع النائب باسيل، وعلى بيانه الذي
اعتراض فيه على الظلم والعقوبات الاميركية بحق الوزير باسيل”.
ثم تحدث وهبة مؤكدا تضامنه الكامل مع باسيل، وقال: “نحن من كلفنا الوزير
باسيل ودعمناه، ونحن المكلفين الدفاع عنه”، مستنكرا “اي محاولة لضرب التيار
الوطني الحر ورئيسه”، وقال: “باقون على هذا النهج نهج الاعتدال الوطني
الذي يمثله الوزير باسيل”.
واختتمت الزيارة بعشاء عمل في “مطعم السرناي”.