استقبل النائب السابق خالد الضاهر في دارته في ببنين، وفدًا من عشائر خلدة والمناطق، يتقدّمه الشيخ رياض ضاهر (أبو زيدان)، بحضور القاضي الشيخ خلدون عريمط ممثلًا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، رجال دين، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من الفاعليات وأهالي ببنين والمنطقة.
ورحّب الضاهر بالشيخ أبو زيدان وبالحضور في دارهم وقال: “الإخوة الأعزاء والأبطال المدافعون عن القيم، أهلًا بكم، أهلًا بالشيخ خلدون عريمط والوفد العشائري برئاسة الأخ أبو زيدان وكل الحضور”.
أضاف:” شرفتمونا يا أهل خلدة والجميع، ولمن لا يعرف خلدة، فخلدة من الخلود، فيها العشائر العربية وأبطال المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي في العام 82، وإن لم ينصفهم التاريخ كما الآخرين لكنهم أبطال على الثغور. نحن في مرحلة صعبة جدًا وأهل العروبة يتعرّضون في كل مكان للإضطهاد. ولكن تبقى هذه الأمة حية محفوظة بأمر الله تعالى. فنحن العمود الفقري لهذا البلد، وعندما نحن نعتل أو نمرض، يعتل كل البلد”.
وتوجه الضاهر إلى أهل خلدة بالقول:”أهلنا في خلدة، ما يصيبكم يصيبنا وأنا أشعر بالفخر بوجودكم. أنتم أهل الوطنية والعروبة، ونحن وإياكم والمخلصين في هذا البلد، لا ولن نرضى الظلم ولا الذلة ولا الهوان. ندعم المؤسسات والجيش والقوى الأمنية، ولكن نؤيد سيادة لبنان وارتباطه بإخوانه العرب، وتاريخ العرب شاهد على ما قدموه للبنان سواء في السياسة عبر اتفاق الطائف، أو تنمويًا عبر مليارات الدولارات التي دفعت لإعمار لبنان ودعم اقتصاده”.
وأشار الضاهر إلى أنه “ثمة فريق من اللبنانيين يسيء إلى الدول العربية وهذا الفريق يسيطر على الحكومة اليوم. في الحكومة ثلاث فئات مسيئة للعرب. فئة تقوم بالإساءة باللسان إلى الدول العربية، وفئة تسيء لهم بدعم وتدريب الحوثيين في اليمن وكل مكان يراد به معاداة العروبة، وفئة ثالثة تعمل بأسلوب التسول. فهي تعادي العروبة لكنها ترى في الدول العربية والعلاقات معها فقط الدعم والمال لأجل مصالحها. أما نحن فننظر إلى العلاقة مع الإخوة العرب بالتكامل والتشارك ووحدة المصير والمسار بيننا وبينهم، ونرفض كل أشكال الإساءة إليهم لأنهم قدّموا الكثير لأجل وحدة لبنان.
وتابع الضاهر “أتوجه إلى خادم الحرمين الشريفين بأن لا تقدموا قرشًا واحدًا لمن يقف ضدكم، وكونوا مع من أحبكم ويحبكم ولا يرضى بإيذائكم.. هذه حكومة عميلة وما صرحه قرداحي ليس كل شيء تضمره، والمطلوب اليوم الإستقالة وتشكيل حكومة تحافظ على وجه لبنان العربي، لا حكومة معزولة. ونطالب الرئيس ميقاتي بالإستقالة لأن العلاقة مع الإخوة العرب أكبر من أي منصب.
وعن مسألة مداهمة منزله من قبل الجيش قال:”لا زلنا ننتظر التوضيح لما جرى لأننا متمسكون بسلمنا الأهلي”.
أبو زيدان
وقال الشيخ أبو زيدان من جهته “ليس غريبًا أن نتواجد في ببنين وفي عكار منبت الرجال. أرحب بالحاج خالد الضاهر في منزله .. يؤسفنا ما حصل في هذه الديار بين أهلنا في وادي الجاموس عائلتي السيد وطرطوسي، وكذلك بين فنيدق وعكار العتيقة وأي بلدة عكارية حبيبة”.
أضاف: “هناك خطر محدق وكل ثأر عمره عشرات السنوات يتم تحريكه اليوم بما يؤشر إلى نوايا خبيثة بافتعال الفتن بين أهل المنطقة الواحدة.. أهالينا هنا يعيشون الحائط جنب الحائط، حرام أن يحصل ما يحصل بينهم. كيف نبني الدولة إذا لم نكن نبني أنفسنا؟.. هذه السياسة والمشاكل المتنقلة من بيت إلى بيت يجب أن تتوقف وأن ينتهي العداء بين أبناء الجيرة والمنطقة. بالأمس تشرفنا بزيارة أهلنا في وادي الجاموس؛ لأننا نريد أن ننتهي من كل المشاكل ونزور بعضنا فقط في الأفراح. كفى يا أهل عكار ولا أقول ذلك إلا لأني أعتبر نفسي واحدًا منكم. نأمل بالله خيرًا وأن تكون الأيام المقبلة أحسن”. وعما يجري بعد تصريح الوزير قرداحي قال:” نحن بدون سحب سفارات وكانت الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية صعبة. ما حصل غير مقبول ونتمنى أن تذهب الأمور إلى خير وأشكر الحاج خالد الضاهر على هذا الإستقبال الطيب عشتم وعاشت الطيبة وعاشت الأفراح بيننا”.
عريمط
واعتبر القاضي خلدون عريمط أن “هذا اللقاء تحفّه ملائكة الرحمن لأننا نجتمع على مرضاة الله ولما فيه مصلحة البلاد والعباد. في هذه الأمسية المباركة نحيي إخواننا القادمين من خلدة الصمود. كلنا في هذا الوطن أصولنا عربية ونحمل رسالة الإسلام والإيمان لنرفعها بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
أضاف: “جئنا إلى هذه البلاد لنؤكد عروبتها وإيمانها. لا توجد نقطة تراب على هذه المنطقة إلا وفيها دم شهيد. لبنان لا يمكن أن يحيا إلا بعروبته وإيمانه وعبثّا يحاول الآخرون أن يضعوه خارج هذا الأتون”.
واعتبر أنه “عندما تتحرك مجموعة من إخواننا من خلدة وعلى رأسهم الأخ أبو زيدان بالصلح فإنهم يكملون الدور الاساسي لأجدادنا الكبار الذي حملوا المحبة لهذه البلاد. كلنا نحمل رسالة الإيمان والسلام والإقتتال غريب عن عقيدتنا والصراع غريب عن عروبتنا وأي اقتتال بين عائلة وعائلة هو اعتداء على عروبتنا وإسلامنا. محمد صلى الله عليه وسلم هو رحمة لجميع الناس وعلينا أن نقتدي به ونكون رحمة لقرانا ومناطقنا شكرا لأخي الحاج خالد وإخوانه الذين استقبلوا هذه الوجوه الطيبة من خلدة الخير فلنتسامح جميعا لنكون أهلًا لرسالة الإيمان”.
وكانت كلمة للشيخ محمد حدارة قال فيها: “الشيخ أبو زيدان أشار إلى فتن بدأت تطل برأسها وعلينا أن نقف إلى جانب بعضنا البعض لنتخطى المرحلة الصعبة. خالد الضاهر اليوم رأس حربة في الدفاع عن منطقتنا وعلينا أن نقف إلى جانبه لكي لا نؤكل يوم أكل الثور الأبيض”.
وفي الختام أقام الضاهر مأدبة عشاء على شرف الحضور.