بخاش : ثمة علامات استفهام كبيرة على سلوك بعض الأجهزة الأمنية في طرابلس
الحدث الأبرز في ليلة طرابلس العنيفة هو إحراق مبنى بلدية طرابلس عند ساحة التل. هذا المبنى التراثي الذي تم إنشاؤه في أواخر القرن التاسع عشر، لا أحد كان يتوقع حدوث مثل هذا الفعل، وبأن تطال النيران واحد من أقدم مباني طرابلس الأثرية، لا سيما أن المواجهات تتركز بساحة النور ومحيط السرايا.
عند الساعة 11 ليلًا، انتقلت مجموعة من المحتجين من ساحة النور إلى بلدية طرابلس، وبدأوا برشقها بالحجارة وبقنابل المولوتوف، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير بداخلها، فيما الجيش اللبناني عمل على ملاحقة المقتحمين وتفريقهم.
ويمكن القول أن إحراق مبنى البلدية المحاذي للمالية، ألحق بطرابلس خسارة كبيرة، نظرًا لما تضمه من أرشيف ووثائق. وقد ناشد المواطنون الدفاع المدني لإنقاذهم من ضخامة الحريق، لا سيما أن عشرات المباني السكنية محاذية له. وفي السياق، أدان عضو بلدية طرابلس باسم بخاش إحراق البلدية، لافتًا إلى أن الخسائر ضخمة لا تعوض، سواء على مستوى المبنى ومحتوياته، أو لجهة ما تضمه من آلاف الملفات والخرائط والمستندات الخاصة بأبناء طرابلس. وقال بخاش لـ “المدن”: “لطالما كان المجلس البلدي إلى جانب المنتفضين في طرابلس، لكن الحريق شكل صدمة كبيرة لنا غير متوقعة”.
ويستغرب بخاش كيف أن ملالات الجيش تحيط مختلف المباني الرسمية في طرابلس، كذلك مختلف بيوت السياسيين والنواب، بينما لا يوجد ملالة واحدة أمام مبنى بلدية طرابلس. وتابع: “ثمة علامات استفهام كبيرة على سلوك بعض الأجهزة الأمنية في طرابلس، ويبدو أن المدينة ذاهبة نحو مزيد من الخراب”.
المصدر: المدن