بين ضفاف الأمل..و منعطفات المنفى…
ضفاف الأمل..منعطفات المنفى…
أسامة العويد/ لبنان اليوم
يقف “رامي” على صخرة بسيطة بآخر تفاصيل الشاطئ المجعد المنهك ويرمق ببصره إلى البعيد الغائب، هو لبناني متعب متفائلٌ بكل تفاصيل الأحداث على الرغم من تلك الغيوم التي حجبت أشياء كثيرة عن مخيلته طوال أعوام.
في ساحات “الثورة” يختلف المشهد فهو هادئ رغم سوء الوضع، يقول الناشطون أنهم” في إستراحة محاربٍ وترتيب أوراق الداخل و تهذيب بعض الأخطاء قدر المستطاع، علّها تعود بوتيرة أرقّ وأقوى و تصل لحلول أفضل”.
في المقابل ثمة ” شارعٌ ممتعض من كثرة قطع الطرقات وهو نفسه متهم بالتقصير في الإنضمام للشارع إبان مجده قبل شهر ونيف”.
الشارع لا يتبنى رأي السلطة كما يقول ” عبد العزيز (٤٠ عاماً) وهو الذي يعمل سائق أجرة بين طرابلس وعكار ويأمل من قاطعي الطريق تنظيماً وأكثر وعياً، ليذهبوا للأمان الذي يوجع السارقين الساسة.. سنذهب معهم، أرجوكم لا تشيطنوا وتكرهوا الناس بكم” ينتهي حديث الأربعيني مع تنهيدة قاسية.
في الشأن الحكومي لا جديد تحت الشمس وطبخة التشكيل قائمة مع “قليل من الملح وزيادة في بعض الخضروات وأحياناً مرارة تضفي فشلاً على تشكيلة معينة فتدور الأمور في محراب الصراع الحزبي وقلق الأسماء”…مع إعتراف الجميع بدخول لبنان “في اللعبة الدولية والصراع الإقليمي بعد حادثة سليماني في العراق”.
المشهد المتلبد يزداد صعوبة مع شحّ المال، بعض صناديق البيوت تزداد بالليرات والدولارات بعد سحب المال من البنوك وقلة ثقة الناس دهورت وضع المصارف وحالة من الضياع من اصغر موظف في البلد لأعلى رأس في الهرم، أزمة وقود هي الأخرى تطل برأسها كل يوم كقطة تفرّ من “دفء غرف الساسة الى الجو البارد…لتعاود الدخول وسط رقصة الدولار الذي لا دين له ولا ثبات”!!!
فلنعد لصديقنا “رامي” فهو ما زال واقفاً أمام كل فصول المشاهد على منعطفات الزمان برهة يتأمل مغيب شمسٍ قررت أن تغزو منازل التعب التي أنهكها موج الوضع الصعب في لبنان آملاً بإستقرار #المنفى الأخير ويحلم بوطن آمن…
المصدر: لبنان اليوم/ #libanaujourdhui