بدأت عدة دول أوروبية تخفيف إجراءاتها المشددة لمكافحة فيروس كورونا بعد تراجع معدلات الإصابة به، بينما امتلأت الحدائق وملاعب الغولف في كوريا الجنوبية بالزائرين دلالة على قرب عودة البلاد إلى وضعها الطبيعي.
وفتحت العديد من المتاجر أبوابها اليوم الاثنين في ألمانيا، ضمن المرحلة الأولى من عملية طويلة لخروج البلاد من العزل، إذ بات فيروس كورونا المستجد “تحت السيطرة” فيها.
وبات بإمكان محلات بيع الأغذية والمكتبات ووكلاء السيارات التي تقل مساحة متاجرها عن 800 م2 استقبال الزبائن.
وتعدّ هذه المرحلة الأولى ضمن إستراتيجية المستشارة أنجيلا ميركل وقادة مقاطعات البلاد الـ16 لإخراج ألمانيا من العزل.
وتنوي ميركل -التي أشاد الألمان بإدارتها للأزمة- إعطاء دفع للاقتصاد الذي دخل في فترة ركود خلال مارس/آذار الماضي، ويتوقع أن تستمر لبضعة أشهر.
ويؤكد وزير الصحة ينس شبان أن تفشي الوباء “تحت السيطرة وقابل للاحتواء” مع تسجيل أكثر من 141 ألف إصابة مؤكدة ونحو 4404 وفيات.اعلان
ولأول مرة تراجع يوم الجمعة الماضي معدل العدوى الخاضع للمراقبة، إلى أقل من 1 ليصل إلى 0.7 بحسب معهد روبرت كوخ، الهيئة الاتحادية المكلفة بمراقبة الأوبئة في ألمانيا.
وحذرت ميركل من أن “هذا النجاح المرحلي” يبقى “هشا”، بعدما بقيت هي في العزل بمنزلها لأسبوعين إثر معاينة طبيب لها تبين لاحقا أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد.
وانتقدت المستشارة بحدة غير معتادة النقاشات المثارة حول إجراء تخفيف واسع النطاق للقيود المفروضة لمكافحة أزمة كورونا.
وأوضحت خلال مؤتمر عبر الفيديو لرئاسة حزبها المسيحي الديمقراطي، مدى استيائها من أن رسالة التخفيف الحذر أدت في بعض الولايات إلى “مغالاة في نقاشات الفتح”، وحذرت من أن مثل هذا الأمر من شأنه أن يرفع بقوة شديدة من مخاطر الانتكاسة.
كما أعلن رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية ماركوس زودر اليوم الاثنين تطبيق الارتداء الإجباري للكمامات في المحلات ووسائل المواصلات العامة اعتبارا من الأسبوع المقبل.
وليس بعيدا عن هذا، أعادت النرويج -حيث يبدو تفشي وباء كوفيد 19 تحت السيطرة- اليوم الاثنين فتح دور الحضانات، وهي الخطوة الأولى في إطار رفع بطيء وتدريجي للقيود بالمملكة.اعلان
وبررت السلطات خطوتها التي تأتي بعد نحو ستة أسابيع من الإغلاق، باعتبارات صحية تقوم على أن الأطفال عموما يبدون بمنأى عن العدوى، وبهدف أن يُسّهل هذا القرار عودة الأهالي إلى أعمالهم.
وفي تركيا، انتهى حظر التجول الذي فرضته وزارة الداخلية على 31 ولاية منذ منتصف ليل الجمعة، في إطار تدابير مكافحة فيروس كورونا.
تحسن بطيء
كما انخفض معدل الوفيات والإصابات اليومية في دول عدة على غرار فرنسا (إجمالي وفياتها نحو 20 ألفا) وإسبانيا (نحو 20.5 ألف وفاة) وإيطاليا (نحو 23.6 ألف وفاة)، بعدما واصلت الأرقام ارتفاعها على مدى أسابيع، وهو ما يعني ترقّب اتخاذ تدابير الخروج من العزل في الأسابيع المقبلة.
وتوفي 399 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية في إسبانيا، مقابل 410 وفيات باليوم السابق، في أدنى حصيلة وفيات يومية في البلاد منذ أسابيع، حسبما أعلنته وزارة الصحة اليوم.
وبلغ عدد الإصابات حتى الآن أكثر من 200 ألف في البلاد التي تلي إيطاليا والولايات المتحدة من حيث عدد الضحايا، في حين بلغ عدد من تعافوا من المرض نحو 81 ألفا.
وسجلت روسيا 4268 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد اليوم الاثنين، انخفاضا من 6060 إصابة سجلتها في اليوم السابق. وارتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس، إلى 47121 شخصا في البلاد.
وقال المركز الروسي لإدارة أزمة فيروس كورونا إن 44 مريضا روسيا توفوا خلال الساعات الـ24 الماضية.اعلان
وفي فرنسا، أعلن مدير الصحة العامة جيروم سلمون تسجيل 395 وفاة جديدة بسبب كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال رئيس الحكومة إدوارد فيليب إن الوضع في بلاده يتحسن ببطء شديد. وأضاف أن بداية الرفع التدريجي للحجر الصحي يوم 11 مايو/أيار المقبل لا تعني أن الحياة ستعود إلى طبيعتها، ورجح ألا يتحقق هذا الأمر قريبا، متوقعا أن تخلف الأزمة الصحية أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وفي إيطاليا، لن يبدأ تخفيف القيود قبل يوم 3 مايو/أيار القادم وفق ما أعلنته السلطات، علما بأن الشركات تعيد تدريجيا فتح أبوابها -وإن جزئيا- ووسط تدابير مشددة.
وفي بريطانيا، أعلنت وزارة الصحة تسجيل قرابة 600 وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، بما يرفع إجمالي الوفيات إلى أكثر من 15 ألفا.
وقالت الحكومة البريطانية إنه لا توجد خطة لإعادة فتح المدارس والمحلات غير الأساسية منتصف الشهر المقبل ضمن إجراءات تخفيف الإغلاق العام.
وأوضح وزير التعليم البريطاني غافين وليامسون أن إعادة فتح المدارس مرهون بتحقق شروط عدة، بينها انخفاض نسبة الوفيات، وقدرة المنظومة الصحية على تحمل أعداد المصابين، والتأكد من صحة تراجع تفشي العدوى.
كوريا والصين
وفي كوريا الجنوبية، بدأ الكوريون في العودة إلى العمل والازدحام بالمراكز التجارية والحدائق والملاعب وبعض المطاعم بعدما خففت السلطات قواعد التباعد الاجتماعي مع استمرار تراجع معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
وأنهى عدد متزايد من الشركات سياسة العمل من المنازل أو خففتها في الأيام الأخيرة، رغم استمرار شركات كثيرة في تطبيق ساعات عمل مرنة والحد من التنقل والاجتماعات المباشرة.
ويرسم استمرار تعافي كوريا الجنوبية من أول تفش ضخم لفيروس كورونا خارج الصين، صورة متناقضة مع ما يحدث في دول كثيرة أخرى ما زالت عواصمها مغلقة وتطبق أوامر شاملة للبقاء في المنازل.
ومددت كوريا الجنوبية سياسة التباعد الاجتماعي 16 يوما أخرى أمس الأحد، ولكنها منحت بعض التخفيف للمنشآت الدينية والرياضية التي فرضت عليها سابقا قيودا صارمة.
وأعلنت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية 13 حالة إصابة جديدة بكورونا اليوم الاثنين، بعد يوم من تسجيل 8 حالات فقط مثلت أول زيادة يومية تتألف من رقم واحد منذ تسجيل 909 إصابات في ذروة انتشار المرض.
وفي الصين، تفتح مدارس إقليم هوبي في وسط البلاد -بؤرة تفشي وباء كورونا- أبوابها اعتبارا من 6 مايو/أيار المقبل لطلاب المرحلة النهائية الثانوية.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية اليوم تسجيل 12 إصابة جديدة بفيروس كورونا، بتراجع عن 16 إصابة سُجلت أمس، بينما لم تُسجل أي وفيات لليوم الثاني.
أرقام في آسيا
وفي إيران، قال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إن عدد الوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في البلاد وصل إلى 5209 بعد وفاة 91 مريضا في الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف أن إجمالي الإصابات في إيران -الدولة الأكثر تضررا بالفيروس في الشرق الأوسط- بلغ 83505 حالات.
وفي الفلبين، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 19 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا و200 إصابة أخرى. وذكرت الوزارة أن إجمالي الإصابات ارتفع إلى 6459 إصابة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 428. كما تعافى 41 مريضا ليصل إجمالي المتعافين إلى 613.
وفي بنغلاديش، قال مسؤولون إن السلطات شددت إجراءات العزل العام على سبع قرى بعدما حضر عشرات الآلاف جنازة عالم دين رغم الإغلاق المفروض في أنحاء البلاد، وذلك بهدف السيطرة على تفشي فيروس كورونا.
وقال ضابط بالشرطة المحلية لوكالة رويترز “أصدرنا أوامر مشددة لجميع سكان القرى السبع بالبقاء في البيوت طوال الوقت على مدى 14 يوما القادمة على الأقل، حتى يتسنى لنا تحديد إن كان أحدهم قد أصيب بالفيروس بعد التجمع الذي تم يوم السبت”.
وقالت الشرطة إن الحكومة أمرت بإقالة أكبر ضابطين في المنطقة لإخفاقهما في منع تجمع الحشد لصلاة الجنازة على عالم الدين مولانا جبير أحمد أنصاري الذي توفي متأثرا بالسرطان.
وفي سنغافورة، أكدت وزارة الصحة تسجيل 1426 إصابة جديدة بفيروس كورونا، في زيادة يومية قياسية رفعت عدد الإصابات في البلاد إلى 8014.
صراع أميركي
وتشهد الولايات المتحدة صراعا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعي إلى تسريع استعادة النشاط الاقتصادي وبين عدد من حكام الولايات الديمقراطيين، على خلفية تدابير الحجر.
وقد أعلن ترامب أن بلاده أجرت أكثر من أربعة ملايين فحص لتشخيص كورونا، واعتبره المعدل الأعلى في العالم.
وقال في المؤتمر الصحفي لفريق العمل الخاص بمكافحة فيروس كورونا، إن من حق من يُنادون بإعادة فتح الاقتصاد التظاهر للتعبير عن مطالبهم.
وفي هذا السياق، تجمع نحو 2500 شخص عند مبنى الكونغرس بولاية واشنطن أمس الأحد للاحتجاج على أمر الحاكم الديمقراطي جاي إنسلي بالبقاء في البيوت للحد من انتشار فيروس كورونا، ليخرقوا بذلك حظرا على تجمع 50 شخصا أو أكثر.
من جهته، أعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو أن جائحة كورونا بدأت في الانحسار بالولاية. غير أنه أشار إلى أن الوقت ما زال مبكرا لإعلان النصر، مضيفا أن الولاية سجلت 1300 إصابة و507 وفيات بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية.
وفي عموم الولايات المتحدة سُجّلت 1997 وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الوفيات الإجمالي في البلاد إلى 40661.
وأشارت جامعة جونز هوبكنز إلى أن عدد الإصابات بالفيروس في البلاد بلغ 759086 منذ بدء الوباء.
كورونا عربيا
وعلى صعيد الدول العربية، أعلنت وزارة الصحة الكويتية تسجيل وفاتين جديدتين بفيروس كورونا ليرتفع العدد الإجمالي إلى 9. كما تم تسجيل 80 إصابة جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 1995.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة المغربية تسجيل وفاتين جديدتين بفيروس كورونا ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 143، إضافة إلى تسجيل 135 إصابة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 2990.
وفي قطر، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 567 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 6015.
وفي فلسطين، قال مسؤول بوزارة الصحة اليوم الاثنين إنه تم تسجيل 7 إصابات جديدة بفيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية، منها إصابتان في قطاع غزة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 449 شاملة مدينة القدس.
كما أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 26 إصابة جديدة بفيروس كورونا، إضافة إلى وفاتين في العاصمة الخرطوم، بما يرفع عدد المصابين في البلاد إلى 92، وعدد الوفيات إلى 12.
وفي تونس، ارتفعت مساء أمس الأحد وفيات كورونا إلى 38 إثر تسجيل حالة جديدة، بينما ارتفع عدد الإصابات إلى 879 بعد تسجيل 13 حالة.
وأعلنت الحكومة التونسية تقليص ساعات حظر التجول الجزئي خلال شهر رمضان من 12 إلى 10 ساعات.اعلان
وفي ليبيا، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس كورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 51.
وأشار المركز إلى أن عدد المتعافين بلغ 11 حالة، في حين سجلت حتى الآن وفاة واحدة بالفيروس.
وفي سلطنة عمان، قال مراسل الجزيرة إن السلطات قررت إلغاء مهرجان صلالة السياحي لهذا العام بسبب تداعيات فيروس كورونا.المصدر : الجزيرة + وكالات