محليات

رغم تغريمها 2.1 مليار دولار لتسببها بانتشار السرطان.. “جونسون” تطور لقاحا “فريدا” لفيروس كورونا

انتهت قضية شركة “جونسون آند جونسون” (Johnson & Johnson) أمام القضاء بعد تغريمها 2.1 مليار دولار، كتعويض للنساء اللواتي اتهمنها باستخدام مادة أسبستوس المسببة للسرطان في بودرة التلك الخاصة بالأطفال، مما يعد واحدة من أكبر التعويضات في تاريخ القضاء الأميركي.

صدر الحكم بعد عامين من التخبط والقلق حول ما إذا كان صحيحا اتهام 20 امرأة أصابهن سرطان المبيض بسبب مسحوق التلك متعدد الاستخدام للأطفال والنساء، وقلق من استمرار توزيع المسحوق بالأسواق العربية والآسيوية والأوروبية رغم حظرها في أميركا وكندا، مع استمرار الشركة في الدعاية لمنتجاتها دون رقابة، بل واستماتتها لاقتناص الفرصة والإعلان عن أول لقاح ضد فيروس كورونا.

ماض من العناد

سحبت “جونسون آند جونسون” بودرة الأطفال التي تحتوي على التلك من على رفوف الصيدليات في أميركا وكندا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكنها لا تزال تواجه ما يقرب من 20 ألف دعوى قضائية تتهم المنتج بالتسبب إما في سرطان المبيض أو ورم الظهارة المتوسطة، وهو سرطان غير شائع، مرتبط بشكل خاص بالتعرض لأسبستوس.

خسرت الشركة -التي تتخذ من نيوجيرسي مقرا لها- كثيرا من تلك الدعاوى في ساحات القضاء الأميركي، حتى أمرت هيئات المحلفين في جميع أنحاء الولايات بدفع مئات الملايين من الدولارات كتعويض.

وما زالت “جونسون آند جونسون” تهاجم القرار، وتتهم المحكمة العليا بالاستناد إلى حقائق معيبة، وتعد بمواصلة الدفاع عن منتجها، على الرغم من أنه على مر تاريخها نجح 24 رجلا وامرأة في الحصول على تعويضات طائلة منها بعد نجاحهم في إثبات دورها المباشر في إصابتهم بالسرطان.

مع هذا الماضي الطويل من الدعاوى القضائية لم يكن من المفاجئ استعانة المحامين الموكلين عن المجني عليهن بوثائق داخلية للشركة منذ أوائل السبعينيات، تشير إلى معرفة المسؤولين بوجود آثار لمادة أسبستوس في منتجاتهم الخاصة، ولم ينشروا تلك النتائج، في وقت لم تحدد فيه منظمة الصحة العالمية أي مقدار آمن للتعرض لأسبستوس.

أسبستوس في الهواء

يعد أسبستوس معدنا طبيعيا، وهو موجود في مجففات الشعر والطباشير وأقلام الشمع وغيرها من منتجات الأطفال، وكذلك المنتجات الاستهلاكية التي كانت موجودة في السابق، بعد تكرار التحذير منه، لكن ما زلنا نتعرض له في أماكن العمل والمنازل، لدخوله في عديد من منتجاتنا اليومية، الخاصة بالتجميل والعناية بالبشرة والمنظفات، ويمكن اعتبار بودرة التلك المنتج الأكثر انتشارا من بينها، لاستخدامه في حماية الأطفال من التهاب الحفاضات، وحماية النساء من احتكاك الملابس الضيقة بأجسادهن، وامتصاص العرق، كما يستخدمنه مثبتا لمستحضرات التجميل.

يتسلل أسبستوس للرئتين بسهولة عبر الأنف ويبقى هناك فترة طويلة، يتراكم ويسبب ندبات والتهابات تؤثر على عملية التنفس وتسبب مشاكل صحية خطيرة. وقد جرى تصنيفه مادة مسرطنة عند البشر وفق الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهناك أدلة كافية على أنه يسبب ورم الظهارة المتوسطة النادر، وسرطانات الرئة والحنجرة والمبيض.

ويتداول المستهلكون منتجات تحتوي على مادة أسبستوس رغم ثبوت ضررها البالغ بسبب تهرب الشركات من الالتزام بتدوين كافة مكونات المنتج، خاصة تلك التي حذرت منها منظمة الصحة، بالإضافة إلى عدم وجود قانون يتيح لهيئة الغذاء والدواء الأميركية مراقبة المنتجات الصحية والتجميلية وبعض الأدوية لضمان سلامتها، رغم تكرار مطالبة الهيئة بتحديث القانون الفدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل، والذي لم يتم تحديثه منذ إقراره عام 1938.

خطوات مستميتة نحو الربح

قبل اندلاع تلك القضية للمرة الأخيرة، وفي الفترة بين عامي 2011 و2017، خطت شركة “إس سي جونسون” (SC Johnson) الأم خطوات نحو تقليعة جديدة، تحت عنوان “المنظفات الخضراء”، روجت له باعتباره خطا جديدا من منتجات تنظيف طبيعية وآمنة بالكامل، وكشفت عن مكوناتها، بعد أزمة مع منتجي المنظفات لعدم كتابتهم تحذيرا على منتجات تحوي مواد خطرة، خاصة أنه ليس هناك قوانين تجبر الشركات على ذلك.

كان من الصادم أن تثبت الاختبارات المعملية المستقلة لمؤسسة “أصوات نسائية من أجل الأرض” (دبليو في إي WVE) احتواء “المنظفات الخضراء” لشركة جونسون على مادة تكسب المنظفات الرائحة العطرة، ولكن تؤدي لتدمير الغدد الصماء لدى النساء.

الدخول على خط كورونا

“جونسون آند جونسون” واحدة من أكبر الشركات في العالم، على الإطلاق، برأسمال سوقي يزيد على 370 مليار دولار، ورغم أنها تعد لاعبا صغيرا نسبيا في سوق اللقاحات، لكنها اليوم تتصدر المشهد بتطويرها لقاحا واحدا من 6 لقاحات فيروس كورونا يتم اختبارها في أميركا، وواحد من 4 لقاحات في المرحلة الثالثة الأكثر تقدما، وهو اللقاح الوحيد الذي يتطلب أخذ جرعة واحدة بدلا من جرعتين، وقد قامت بسرعة بالغة بإجراء التجارب السريرية على 60 ألف شخص، في محاولة لتلبية جدول زمني سياسي لامتلاك لقاح في أسرع وقت.

مازالت بقية اللقاحات قيد التجارب السريرية، وتخطط الشركة لإنتاج ما يصل إلى مليار جرعة في 1 يوليو/ تموز المقبل، بمنحة قدرها 456 مليون دولار من عملية “وارب سبيد” (Warp Speed) ​​التابعة لإدارة ترامب، وربما إذا نجحت “جونسون آند جونسون” في ذلك وحققت أرباحا طائلة من خلفه، فلن يتم تقدير التأثيرات السلبية المحتملة على البشر.

المصدر : مواقع إلكترونية


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock
Libanaujourdui

مجانى
عرض