مبادرة “20 في 2020” تساهم في تحسين الظروف المعيشية لآلاف الصيادين وأسرهم في إندونيسيا
في إطار جهودها لتوفير حلول مستدامة لمجتمعات مختلفة حول العالم، أعلنت مبادرة “20 في 2020” الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات عن تنفيذ أحدث مشاريعها في منطقة “بالاو لاو سيلاتان” بمقاطعة كاليمانتان الجنوبية بإندونيسيا، والذي يهدف إلى تمكين نحو 20700 شخص من مجتمع الصيادين الكبير في المنطقة من الحصول على حلول الطاقة ومصابيح شمسية غير متصلة بالشبكة.
وتقع منطقة “بالاو لاو سيلاتان” في قطاع “كوتا بارو ريجنسي”، حيث يفتقد أكثر من ربع السكان لحلول الإنارة، في حين تعتمد معظم الأسر على مهنة الصيد من أجل كسب دخلها. وفي إطار مشروع المبادرة، سيتم توزيع 3600 مصباح شمسي و1000 مصباح شمسي محمول قابل للشحن على الصيادين الذين يفتقرون لخدمة الكهرباء، وذلك لمساعدتهم في عملهم وتوفير إنارة ضمن منازلهم، ما يساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي عبر التمكن من الصيد خلال الصباح الباكر قبل شروق الشمس وكذلك ليلاً بعد أن يحل الظلام.
كما سيكون لهذه المصابيح تأثير على الوضع الصحي، حيث ستحل محل مصابيح الكيروسين التي يتم الاعتماد عليها بشكل رئيسي لتوفير الإنارة ضمن المنازل، إلى جانب الشموع ومولدات الديزل، والتي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على صحة الأفراد والبيئة وكذلك الإنتاجية.
ويجسد هذا المشروع مثالاً على التعاون الفريد بين الفائزين بجائزة زايد للاستدامة. فسوف تتولى شركة “دي لايت”، الفائزة بالجائزة عام 2013، مهمة تزويد مبادرة “20 في 2020” بحلول الإنارة المستدامة، وهي شركة مقرها الولايات المتحدة الشركة ورائدة عالمياً في مجال تطوير حلول طاقة شمسية منخفضة التكلفة. في حين تشرف منظمة “كوبرنيك” الإندونيسية الفائزة بالجائزة عام 2016 على تنفيذ المشروع ضمن المجتمع المحلي، وهي منظمة غير ربحية متخصصة بالطاقة المستدامة وتعمل على الحد من الفقر في المناطق النائية.
وفي هذه المناسبة، أشار معالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، شريك مؤسس في مبادرة “20 في 2020″، إلى أنه هناك توافق بين الإمارات وإندونيسيا من حيث السعي الدؤوب لتحقيق أهداف أجندة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة، إلى جانب اهتمامهما المشترك ببناء مدن ومجتمعات مستدامة ودعم القطاعات الحيوية التي تسهم في تحقيق النمو.
وقال معاليه: “شهدت الأعوام الماضية تعاوناً مهماً بين الإمارات وإندونيسيا في عدد من مشاريع الاستدامة التي تهدف إلى بناء مجتمعات واقتصادات تتسم بالمرونة. ويهدف مشروع توزيع حلول شمسية صديقة للبيئة في مقاطعة كاليمانتان الجنوبية بإندونيسيا، إلى تعزيز جودة الحياة للسكان المحليين، إلى جانب توفير الطاقة للسكان الذي لا تتوفر لديهم خدمة الكهرباء. ونحن سعداء بأن نكون جزءاً من هذه المبادرة الهادفة والجهود الإنسانية”.
من جهته، أعرب معالي أريفين تاسريف، وزير الطاقة والموارد المعدنية في إندونيسيا، عن ترحيبه وتقديره للدعم الذي تقدمه مبادرة “20 في 2020” والشركاء المشاركين فيها للمجتمع المحلي في كاليمانتان الجنوبية، مثمناً جهود القيادة في دولة الإمارات التي تساهم من خلال جائزة زايد للاستدامة في دعم برنامج الوزارة لتسريع عملية نشر الطاقة الشمسية منذ عام 2017.
وقال معاليه: “لا شك أن التبرع بهذه الحلول المستدامة سوف يدعم بشكل فعال جهود الحكومة الإندونيسية الرامية إلى تحقيق هدفها المتمثل في رفع نسبة الطاقة المتجددة والجديدة إلى 23% ضمن مزيج الطاقة، ومساعدة الدولة في عملية التحول نحو مستقبل أفضل يعتمد على الطاقة النظيفة. ونود أن نتقدم بالشكر والتقدير لدول الإمارات العربية المتحدة، ونتطلع إلى مواصلة التعاون في مجال الطاقة المتجددة والجديدة من أجل تحقيق رؤيتنا المشتركة في بناء مستقبل مستدام”.
وجاء إطلاق مبادرة “20 في 2020” في ديسمبر 2019 في سياق التزام جائزة زايد للاستدامة بالعمل مع الفائزين والمرشحين النهائيين للجائزة ومواصلة دعمهم لتحقيق أهدافهم وتمكينهم من إيصال حلولهم المبتكرة والمستدامة الى أكبر عدد من الناس حول العالم.
وتقود جائزة زايد للاستدامة مبادرة “20 في 2020” بالتعاون مع شركائها سوق أبوظبي العالمي، وصندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، ووزارة التسامح والتعايش، و”مصدر”، ، وبنك “بي ان بي باريبا”. كما انضمت مجموعة ماجد الفطيم الى المبادرة لدعم مشاريع مستدامة في الأردن ومصر خلال الصيف الماضي.
وتجسد المبادرة التزام الشركاء الأعضاء فيها بدعم التنمية المستدامة في الإمارات وخارجها، وهي تأتي استكمالاً للعديد من الجهود والمشاريع الملهمة والقيمة لبعض الشركاء فيها. فعلى مستوى إندونيسيا، قدمت مبادلة للبترول، الشركة الرائدة عالمياً في مجال استكشاف وتطوير وإنتاج النفط، منذ عام 2015 أكثر من 174 منحة دراسية للطلبة ضمن مجتمعات الصيد في كوتابارو بمقاطعة كاليمانتان الجنوبية لتمكينهم من متابعة التعليم العالي في كلية كوتابارو بوليتكنيك، في حين تم توفير التمويل أيضاً لتعزيز المهارات الشخصية وإشراك الطلبة في برامج تدريب حول تعزيز السلامة.
كما تعمل مبادلة للبترول منذ عام 2014 مع الصيادين المحليين في منطقة سولاويزي الغربية لدعم توفير أجهزة تجميع الأسماك في مضيق ماكاسار، ومصابيح إضاءة أثناء الصيد، ما ساهم في فتح آفاق عمل أوسع أمام الصيادين وساعدهم على تحسين دخلهم. وفي عام 2018، قامت مبادلة للبترول بتمويل برنامج تدريبي لتعزيز مهارات زوجات الصيادين في هذه المنطقة الساحلية، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع لإدارة النفايات الذي أفضى إلى إيجاد مفهوم “بنك النفايات” والتركيز على أنشطة إعادة تدوير واستخدام النفايات. وقد ساهم المشروع في تحسين بيئة القرية، إلى جانب تمكين النساء في المجتمع من إيجاد دخل إضافي من خلال إنتاج منتجات معاد تدويرها وسلع بحرية يمكن بيعها في السوق المحلية.
وقال د. بخيت الكثيري، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، شريك مؤسس في مبادرة “20 في 2020”: “بصفتنا شريك في مبادرة (20 في 2020)، فإننا فخورون بما تم بذله من جهود حثيثة لدعم المجتمعات المتضررة حول العالم. وسوف نعمل من خلال مشروع المبادرة في مقاطعة كاليمانتان الجنوبية بإندونيسيا على توظيف الابتكار في توفير حلول مستدامة تعود بالنفع على مجتمع الصيادين المحلي”.
وأضاف د. الكثيري: “تساهم مبادلة للبترول منذ عام 2014 في تمكين هذا المجتمع المحلي عبر عدد من المشاريع المهمة التي تركز على تحقيق الأهداف المتعلقة بالتعليم والبيئة والتنمية. وتأتي مشاركتنا في مبادرة (20 في 2020) ضمن إطار هذه الجهود، وإننا نتطلع إلى مواصلة هذه المشاريع وتحقيق تأثير إيجابي ملموس ضمن المجتمعات المحلية”.
يذكر أن مبادرة “20 في 2020” قد أنجزت حتى الآن ثمانية مشاريع، شملت تقديم حلول في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء في دول كمبوديا ومدغشقر ومصر والأردن ونيبال وتنزانيا وأوغندا. ومن المقرر أن تُختتم المرحلة الأولى من المبادرة بتنفيذ مشروع مستدام في كوستاريكا، على أن تشمل المرحلة الثانية تنفيذ مشاريع مستدامة في عشر دول جديدة.