إقليمي و دولي

مظاهرة حاشدة للتيار الصدري في بغداد دعما للمشاركة في الانتخابات البرلمانية

خرجت مظاهرات لأتباع التيار الصدري -الذي يتزعمه مقتدى الصدر- في ساحة التحرير (وسط العاصمة العراقية بغداد)؛ تأييدا لدعوة أطلقتها لجنة الاحتجاجات التابعة للتيار الصدري، الذي قرر خوض الانتخابات في يونيو/حزيران المقبل، بعد عدوله عن قرار سابق بعدم المشاركة فيها.

ويرى الصدر أن تياره سيسعى للفوز في هذه الانتخابات بما يمكنه من رئاسة الحكومة المقبلة.

ودعا الصدر -في كلمة ألقاها نيابة عنه في ساحة التحرير الشيخ خضير الأنصاري- أتباعه إلى إنقاذ أنفسهم من خلال تأييد ما وصفه بنداء الإصلاح الأخير لإنقاذ العملية السياسية.

وقال الصدر إن هذا الأمر سيتحقق من خلال تحقيق أغلبية برلمانية لتيار الصدر مؤمنة بالإصلاح.

ومنذ صباح اليوم توافد أنصار التيار الصدري نحو ساحة التحرير (مركز الاحتجاجات في بغداد)، لدعم مشاركة واسعة للتيار في الانتخابات المقبلة، ليتمكن التيار من تعيين رئيس وزراء “صدري”.

ميثاق التيار
وقدِم الصدريون جماعات من مختلف مناطق بغداد، أبرزها مدينة الصدر التي تمثل الثقل الجماهيري الأبرز لزعيم التيار في بغداد، فضلا عن القادمين من المحافظات القريبة من بغداد، كمحافظة واسط.

ومراعاة للإجراءات الاحترازية في مواجهة فيروس كورونا، انتشرت الفرق الصحية والمتطوعون في الساحة ومحيطها لتعقيم المكان، والحرص على التباعد الاجتماعي، في حين افترشت حشود الصدريين الأرض لإقامة صلاة الجمعة، تحت نصب الحرية (وسط بغداد)، مستعدين لإقامة مظاهرة كبيرة بعد الصلاة.

ويقول مدير مكتب الصدر في العاصمة بغداد إبراهيم الجابري إن التجمع يأتي استجابة لدعوة الصدر لإقامة صلاة الجمعة، وكذلك توصيل رسائل مختلفة، بعد أن كثر اللغط في الآونة الأخيرة حول مكانة التيار في الشارع العراقي، مبينا أن التجمع يؤكد بقاء الجماهير مع أي مشروع يتبناه الصدر، خاصة المشروع الإصلاحي.

وأضاف الجابري، في حديث للجزيرة نت، أن مقتدى الصدر يسعى لتغيير معادلة عدم تمكن رؤساء الوزراء طوال السنوات السابقة من اختيار وزرائهم، والعمل بحرية وبمعزل عن تأثيرات الأحزاب، وهو ما تكرر مع الحكومة الحالية، التي يترأسها مصطفى الكاظمي، مبينا أن الصدر عازم هذه المرة على المجيء “بحكومة مستقلة تخدم أبناء الشعب العراقي”.


أغلبية برلمانية

ويقول صباح العكيلي، الذي حضر إلى ساحة التحرير، وهو عضو بمجلس النواب عن تحالف “سائرون” المدعوم من الصدر؛ إن التجمع اليوم يعتبر تهيئة للجماهير على مستوى عال للمرحلة الانتخابية المقبلة، خاصة أن كل المراحل السابقة لم يُنصف فيها التيار بسبب قانون الانتخابات السابق.

وأضاف العكيلي للجزيرة نت أن التيار الصدري قادر في الانتخابات المقبلة على ضمان 100 مقعد فما فوق، معتبرا أن هذا الاستحقاق الطبيعي للتيار في العراق، الذي يمثل نحو 5 ملايين مناصر للصدر يحق لهم الانتخاب.

وعن إمكانية منع التيار الصدري من تشكيل حكومة في حال حصل على أغلبية برلمانية، أشار النائب عن تحالف “سائرون” إلى أن الحرب ضد التيار بدأت منذ حصوله في الانتخابات السابقة على 54 مقعدا في البرلمان من أصل 329، وشعر البعض بثقل التيار في الساحة، مبينًا أن “القانون الحالي يضمن تحقيق أصوات حقيقية وعادلة، وليس للتيار الصدري فقط وإنما للجميع”.


خطبة الصدر

وجاء في كلمة الصدر تأكيد التوجه والعمل للفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة، وتحقيق الأغلبية البرلمانية لتسمية رئيس الحكومة من تياره.

وقال الصدر في بيان خطبة صلاة الجمعة، التي وجهها للآلاف من اتباعه في ساحة التحرير ببغداد وباقي المحافظات “نحن ملزمون بالدفاع عن الوطن تحت قبة البرلمان بأغلبية صدرية”.

وأضاف أنه يرغب في حصول تياره على منصب رئاسة الحكومة، وأن “تكون أبوية عادلة تحب وطنها وتريد له الهيبة والاستقلال والسيادة والرفاهية بلا فاسدين ولا شغب ولا احتلال ولا إرهاب ولا عنف”.

وتابع “ندافع بكل سلمية، ونريد هداية الجميع، فالقتل والعنف آخر الكي ولسنا بصدده”. اعلان

وكان زعيم التيار الصدري صرح قبل شهور باستحالة مشاركته في أي انتخابات مقبلة، لكن قراره الأخير الذي رهن مشاركة تياره في الانتخابات بمؤشرات إمكانية حصولهم على أغلبية برلمانية أثار تساؤلات حول فرص التيار في الظفر بالمنصب التنفيذي الأول في العراق.

تعديل الموقف
إلا أن الصدر عدل عن رأيه في بيان نشره على تويتر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وقال فيه “إن بقيت وبقيت الحياة سأتابع الأحداث عن كثب وبدقة، فإن وجدت أن الانتخابات ستسفر عن أغلبية (صدرية) في مجلس النواب، وأنهم سيحصلون على رئاسة الوزراء، وبالتالي سأتمكن بمعونتهم وكما تعاهدنا سوية من إكمال مشروع الإصلاح من الداخل؛ سأقرر خوضكم للانتخابات”.

وأضاف، “فالسبب الذي أدى إلى قسمي بعدم دخول الانتخابات سيزول، وأكون في حل من نفسي، وما ذلك إلا لنخلص العراق من الفساد والتبعية والانحراف”. مخاطبًا أنصاره بالقول “يا أيها الأحبة، إن الدين والمذهب والوطن في خطر، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

وعلق الآلاف من أنصار التيار الصدري في مواقع التواصل الاجتماعي باستعدادهم لخوض الانتخابات لضمان وصول رئيس حكومة من التيار، وجاءت بعد ذلك دعوة عامة من اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية في التيار الصدري إلى إقامة التجمع الحالي.

وعن أسباب استعراض أعداد الجماهير، يقول المحلل السياسي عمار علي إن التيار الصدري يسعى لإبقاء جماهيره في حالة تعلق بمبادئه السياسية والدينية والاجتماعية، ويعزز ذلك من خلال التغريدات المستمرة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتكليف أحد ثقاته بإدارة صفحة تتواصل بشكل دائم مع أنصار التيار.

ورجح علي -في حديث للجزيرة نت- وجود نوع من القلق لدى زعامات التيار الصدري من خسارة جزء من جماهيرهم، خاصة من فئة الشباب، الذين رافقوا أحداث “مظاهرات تشرين” نحو تيارات مدنية واجتماعية ترفض النهج السياسي للأحزاب الإسلامية المشاركة في السلطة منذ سنوات.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock
Libanaujourdui

مجانى
عرض