المرأة

موجز تاريخ الحقيبة.. 5 آلاف سنة من حمل الأشياء

ظهرت الحقائب والمحافظ التي يستخدمها الرجال والنساء كنتيجة منطقية لحاجة الإنسان للاحتفاظ بأشيائه الشخصية طوال الوقت بجانبه، ومع مرور الزمن مرت الحقائب بالعديد من مراحل التطور، واختلفت أشكالها وأنواعها. فكيف بدأ استخدام الحقائب؟ وكيف تطورت على مر العصور؟

حقيبة قبل الميلاد

من غير الممكن معرفة من اخترع حقيبة اليد، لكن البحث في آثار أسلافنا يؤكد أنها كانت موجودة منذ القدم، فبحسب “نيويورك تايمز” Nytimes، عثر على أكياس مصنوعة من الكتان والبردي والجلد في مقابر مصرية يعود تاريخها إلى 2686 قبل الميلاد، وبينت الرسومات المصورة بالهيروغليفية المصرية أن حقائب الخصر كانت شائعة في ذلك الوقت.

وفي اليونان القديمة، استخدمت الحقائب الجلدية الصغيرة للعملات المعدنية، لكن أقدم حقيبة معروفة يعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف عام، وهي مصنوعة من فراء الظبي، وفقا لـ “باج بيردي” Bagbirdy وتنسب إلى”رجل الثلج التيرولي”، وقد أعطي هذا اللقب لمومياء طبيعية محفوظة جيدا، يقال إن صاحبها عاش بين 3400 و3100 قبل الميلاد، وعثر عليه على الحدود بين النمسا وإيطاليا.

حقائب المكانة الاجتماعية

حتى القرن الـ17، لم يكن للملابس جيوب، لذلك حمل الرجال والنساء الحقائب على حد سواء. وفي القرنين الـ14 والـ 15 ، كانت الحقائب الصغيرة التي تحمل العملات المعدنية تسمى “حقائب اليد”، وتصنع من الجلد المتين أو القماش الثمين، وتربط بحزام يتدلى من الخصر.

وكانت هذه المحافظ المزخرفة تختلف حسب المكانة الاجتماعية ونمط الحياة لمن يرتديها.

بعض الحقائب كانت مناسبة للطبقة العاملة مثل حقائب الرسل وكانت مصنوعة من القماش، وصممت حقائب أخرى خصيصا للنخبة، وللطبقة الأرستقراطية لتعزيز المكانة.

تنانير منتفخة وجيوب داخلية

تغيرت الموضة بشكل كبير في القرنين الـ16 والـ 17، وبدلا من ارتداء الحقائب الصغيرة المتدلية، صنعت النساء الجيوب الخاصة بهن تحت تنوراتهن المنتفخة.

واتخذت الجيوب أشكال حقائب طويلة مطرزة برباط تحت التنانير. وعلى غرار النساء اختار الرجال التصميم الداخلي وبدؤوا في صنع جيوب جلدية داخل سراويلهم. لكن مرة أخرى، شكلت الضرورة ضغطا لعودة الحقيبة أو ما يسمى “الكيس”.

كان الكيس عبارة عن حقيبة مصنوعة من الجلد أو القماش يرتديها الفلاحون والمسافرون، وكان مناسبا لحمل الأشياء الكبيرة، خاصة فيما يتعلق بالمسافات الطويلة.

في تلك الفترة أيضا، وكما وجد الفلاحون “الكيس” بدافع الضرورة، نشأت “حقيبة” العمال والموظفين لتلبية احتياجات الطبقة العاملة، مع الحاجة إلى حمل المستندات والأوراق والأدوات الكبيرة الحجم، وأطلق على “الحقيبة” و “الكيس” حقائب خدمة.

ومع تغير الزمن، تغيرت آراء الناس وتفضيلاتهم، وبينما كان الذوق العام في القرن الـ17 يفضل التنانير المنتفخة والطبقات المتعددة، كان القرن الـ18 يميل لفساتين أضيق وأكثر رشاقة. تلك الفساتين ساهمت في التخلص من الجيوب الداخلية، وبالتالي، ظهرت حقيبة اليد مرة أخرى.

وبحسب “بيلاتوري” Bellatory حملت النساء في تلك الفترة حقائب صغيرة تتدلى من معاصمهن، بجانب الحقائب الكبيرة أيضا، وكانت مصنوعة من الشبك والحرير.

وضمت الحقائب ذات الشكل الكمثري والمربوطة بحزام عند الخصر أشياء شخصية مثل العطور والأموال. وتماشيا مع الموضة الجديدة، تخلى الرجال عن الجيوب أيضا، واستخدموا محافظ نقود معدنية صغيرة مرتبطة بشكل متقن بأحزمة سراويلهم.

الطبيعة في يديك

في القرن الـ19، بدأت النساء في اقتناء الحقائب في مناسبات مختلفة، سواء للتسوق أو السفر، وغالبا ما كن يصنعن حقائبهن لإضفاء لمسة شخصية وإظهار مهارات التطريز لديهن.

واعتبرت الحقائب في تلك الفترة قطعة فنية، فكانت تطرز بصور الطبيعة والزهور والمنازل واللوحات الفنية.

ومع اقتحام المرأة سوق العمل في بدايات القرن الـ 20، لعبت الحقيبة دورا هاما، فكانت تخدم جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، وانتشرت الحقائب الكبيرة أو الحقائب المزودة بأحزمة الكتف علامة على زيادة حداثة المرأة ومشاركتها في سوق العمل.

وانتشر استخدام جلود التمساح والظباء والحيوانات بشكل عام في صنع الحقائب العملية، بينما ليلا في السهرات، كانت النساء يحملن حقائب شبكية من الساتان أو المخمل المطرز، وفقا لـ “ذا كونفيرسيشن” TheConversation.

وبحلول عشرينيات القرن الماضي، احتلت حقائب اليد مكانة عالية خصوصا لدى النخبة، فصنعت مرصعة بالألماس والزمرد والياقوت واللؤلؤ.

الحروب والحقائب

أثرت الحرب العالمية الأولى بشكل كبير على تطور الحقيبة، فأصبحت أكثر بساطة من حيث التصميم والألوان. وكان الشكل الأكثر انتشارا حقيبة صغيرة دون يد تحمل تحت الأذرع، مزينة بأشكال هندسية وألوان هادئة.

وفي أربعينيات القرن الماضي، وكنتيجة للحرب العالمية الثانية، اعتمدت الحقيبة الشكل العسكري حيث أصبحت أبعادها أكبر وأكثر تربيعا وأكثر عملية، وتم دمج الخشب والبلاستيك والحرير الصناعي لتصبح أكثر تحملا مع مرور الزمن.

وفي السبعينيات، مع صعود ثقافة الثورة على التقاليد، ظهرت حقيبة الكتف الصغيرة لتكمل التنورة القصيرة، وكانت تتدلى حقيبة اليد الصغيرة على سلسلة طويلة أو حزام رفيع.

أما فترة الثمانينيات، فتحولت الحقيبة بسرعة لتلائم القوة الشرائية، وكانت الحقائب الرياضية القماشية وحقائب اليد التي تتناسب مع الأحذية الرياضية هي الأكثر انتشارا في ذلك الوقت. وكانت حقيبة الظهر المصنوعة من النايلون الأسود أول حقيبة للجنسين طرحت في تلك الفترة.

بينما التسعينيات شهدت عصر الحقائب “المقلدة”، حتى كان يجري تقليد أكبر العلامات التجارية العالمية بدقة يصعب فيها التمييز بين الحقيبة الحقيقية والمزيفة.

وتميز القرن الـ21 بأنه تجاوز الموضة في الحقائب، واستخدم كل من الرجال والنساء على حد سواء الحقائب بتصاميمها السابقة.

ومع ذلك فإن أنماط وأقمشة القرن الـ21 لديها خصوصية كبرى، فتصنع الحقائب من القماش المقاوم للماء والشفافة وجلود زواحف مزيفة، تعكس فكر العصر، وتحاكي باستمرار تطور الثقافة والتكنولوجيا.

المصدر : مواقع إلكترونية


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock
Libanaujourdui

مجانى
عرض