موقع إسباني: رئيس وزراء البحرين سلمان بن حمد.. هل هو حقا إصلاحي معتدل؟
تساءل موقع “دياريو 16” (Diario16) الإسباني عما إذا كان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة شخصا معتدلا وإصلاحيا كما يعتقد المجتمع الدولي منذ عام 2011 أم أن ما يقوم به مجرد دعاية سياسية.
وقال الكاتب الصحفي أليخاندرو ديل كاستيو في تقرير نشره الموقع إنه من السهل على المرء التظاهر بالاعتدال عندما لا يكون في موقع السلطة، ولكن الأمور تختلف عند تحمل المسؤولية، لذلك فإن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في معرفة ما إذا كان سلمان بن حمد شخصا معتدلا وإصلاحيا بالفعل كما يراه المجتمع الدولي.
وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قد كلّف نجله ولي العهد الأمير سلمان بن حمد برئاسة مجلس الوزراء خلفا للأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة الذي توفي في 11 نوفمبر/تشرين الماضي عن عمر ناهز 85 عاما في مستشفى مايو كلينك بالولايات المتحدة الأميركية.
وأشار التقرير إلى أن الأمير الراحل خليفة بن سلمان الذي كان مسؤولا عن إدارة شؤون المملكة نحو نصف قرن كان مدافعا شرسا عن حكم آل خليفة للبحرين، وانتهج سياسة القبضة الحديدية في التعامل مع كل الانتفاضات الشيعية التي اندلعت للمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي كما وقف بقوة ضد الربيع العربي.
وقد تسببت سياساته تلك في تعرض آلاف الناشطين في البحرين للسجن أو النفي، إلا أن الوعود الدستورية بعد وصول ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى السلطة سمحت لكثيرين منهم بالعودة إلى البلاد.
وذكر كاستيو أن ولي العهد رئيس الوزراء الجديد سلمان بن حمد حاول في الماضي فتح حوار مع المحتجين، ودعا ممثليهم للانتظام في حوار رسمي، وأعلن في 13 مارس/آذار 2011 ما سماه “المبادئ السبعة” التي سيقوم عليها الحوار الوطني بين السلطة والمعارضة، وقد منحته تلك الجهود التي بذلها للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة البحرينية سمعة دولية بصفته شخصية إصلاحية معتدلة.
بيد أن كاستيو يرى أنه من المعروف حتى الآن أن سلمان بن حمد لا يختلف كثيرا عن بقية أبناء آل خليفة، فهو شأنه شأن معظمهم يواجه اتهامات بالفساد وسوء استغلال المال العام إضافة إلى ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في البحرين.
كما أنه أيضا معروف في إسبانيا بكونه إحدى الشخصيات التي تقف خلف صندوق الاستثمار البحريني “إنفينيتي كابيتال” (Infinity Capital) الذي استحوذ على نادي كرة القدم الإسباني “قرطبة” عام 2019، وهو مشروع استثمار في مجال الرياضة قامت به حكومة البحرين باستخدام المال العام من أجل تحسين صورتها، وقد استخدمت العائلة المالكة الرياضة من قبل كوسيلة لتحسين صورتها وفقا للتقرير.
وأشار إلى أن البحرين وقّعت عام 2002 اتفاقا بعيد الأمد لاستضافة سباقات “الفورمولا 1” (Formula 1) على أراضيها، وفي عام 2004 احتضنت أول سباق لجائزة البحرين الكبرى، كما استحوذت المملكة أيضا على نادي كرة القدم “باريس إف سي” (Paris FC) خلال العام الحالي.
وخلص الكاتب إلى أن على من يرون في صعود سلمان بن حمد إلى السلطة فرصة لتحقيق الحداثة وتجديد النظام الحاكم توخي الحذر، إذ إن من السهولة بمكان التظاهر بالدفاع عن التجديد والإصلاح عندما يكون المرء خارج السلطة، ولكن الوقت كفيل بالكشف عما إذا كان رئيس الوزراء الجديد القائد النادر الراغب في التجديد، أم أن ما يقوم به مجرد دعاية سياسية.
المصدر : الصحافة الإسبانية