أسامة العويد/ لبنان اليوم
رثاء
لم أكنْ أتخيلْ أني سأكتب هذه الكلمات، هذه السطور عن رجلٍ طيب المعشر سمح الأخلاق لطالما كان يتابعني ويشجعني في مهنتي الصحافة ويتابع تدرجي من رحلة ال٢٠٠٧ في إذاعة التوحيد وصولاً إلى قناة الجزيرة مباشر.
هو شيخ قراء عكار الشيخ خالد بركات إبن بلدة ببنين العكارية شمالي لبنان ومنها إنطلق في صباه بفرقة النور للفن الإسلامي ليكون الحاضر آنذاك وليتابع مقرئاً حافظاً للقرآن الكريم مدرساً له في لبنان والعالم.
تمتماتك وهدوء نصائح مازالت تضج في وجداني..” أحسنت .. إستمر .. أنت تستحق .. إستخدم إعلامك لهدف نبيل…” كلها خرجت من فمك العذب شيخي الفاضل المحب واليوم دموعي تضج في دمي شرياناً لترتجف عدسة كاميرتي التي كنا نخطط سوياً يوما ما لانتاج البرامج وكنت تقول لي :” رويداً فهناك مشروع إعلامي سيعود بالخير على مجتمعنا”..
اليوم حملك أهلك على الأكف وكنّا قد زرناك لتعطينا أنت المعنويات في زمن أحبط فيه الصغير والكبير ولكن ما ضرّ رجل شيء في جوفه القرآن الكريم.
حشود غفيرة شيخي شيعتك ولم أستطع الكتابة حتى الآن بعدما حملك التلامذة المخلصين،آتين من كل المناطق..بكوا وغصت حناجرهم وأهلك في ببنين.
في نظرة الوداع كنت بعيداً نحو الشيء خفت من السقوط المدوي بعدما داهمك المرض وحفظ الله روحاً في قلوب محبيك وشرعوا دعاءً ورفعوا أكف الضراعة بعد صلاة العصر من يومنا هذا (١/ آذار 2020) وفيه إجتمعت كل الوجوه من مختلف الأطياف .. غصّت الدنيا برحيلك.
كلمة التأبين ألقاها الشيخ مالك جديدة ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية وسط حضور واسع من نواب وفعاليات ومشايخ ورؤوساء بلديات ومخاتير وحشود ومحبين و طلبة علم أتوا كلهم مضرجين بالدمع يلهج لسانهم بالدعاء لك ” رحمتك فيه يارب”.
ضمك القبر و وريت الثرى ولم تنته أنفاسك وأتت تتلو القرآن عن روحه هذه المرة…يدوي صوتك العذب في كل أرجاء البلدة وعبر منصات التواصل الإجتماعي..لم أوقف البث المباشر وكل شيء كان مرتب فتقصيري ذاك الذي وعدتك فيه إعذرني .. والجنة الملتقى .. بالوداع الأخير…
أسامة العويد / oussama Al-ouwayed