هل من علاقة بين سمنة الأطفال والدخل المحدود؟
مرأة|العالمهل من علاقة بين سمنة الأطفال والدخل المحدود؟الأغذية الصحية باهظة الثمن، والفقر يتسبب في إصابة الأطفال بالسمنة (بيكسابي)الأغذية الصحية باهظة الثمن، والفقر يتسبب في إصابة الأطفال بالسمنة (بيكسابي)16/12/2020آخر تحديث: 16/12/2020(مكة المكرمة) 12:12 PMوفقا لأحدث دراسة نشرتها وزارة شؤون المستهلك في إسبانيا، يعاني 4 من كل 10 أطفال بين سن السادسة والتاسعة، من زيادة الوزن أو السمنة؛ لكن هل هناك علاقة بين الدخل المحدود وانتشار هذه الظاهرة بين الأطفال؟.وفي تقرير نشرته صحيفة “إل سالتو دياريو” (Elsaltodiario) الإسبانية، تقول الكاتبة غيسامي فورنر إن الأطفال يحبون تناول النقانق والأطعمة المحلاة بالسكر والوجبات السريعة، التي تحتوي على الغلوتامات أحادية الصوديوم والقليل من العناصر الغذائية؛ لكن ذلك يشكل خطرا كبيرا على صحتهم.وتؤكد الكاتبة أن الأطفال يجب أن يتناولوا أطعمة صحية مثل البروكلي المسلوق مع الأرز، وأن على الوالدين أن يحرصا على توفير غذاء صحي ومتوازن لأطفالهما بعد يوم مليء بالحركة.
على الوالدين أن يحرصا على توفير غذاء صحي ومتوازن لأطفالهما وتشجيعهم على الرياضة والحركة (شترستوك)أسعار المواد الغذائيةوفقا للكاتبة، يصاب الأطفال بالسمنة لأسباب مختلفة، ومن أهم العوامل سعر المواد الغذائية.
ويصل معدل الإصابة بالسمنة لدى الأطفال في العائلات التي يقل دخلها عن 18 ألف يورو سنويا، إلى 23%، بينما تبلغ النسبة 12% في العائلات التي يزيد دخلها عن 30 ألف يورو سنويا.ويرى طبيب الأطفال كارلوس كاسابونا أنه من الممكن تناول طعام صحي بدون الحاجة إلى الكثير من المال، غير أن ذلك يتطلب التركيز على أطعمة رخيصة الثمن، وهو ما يجعل الأمر “مملا للغاية، إذ يجب أن تأكل العدس والحمص والأرز والبطاطس يوميا؛ لأنك إذا خرجت من هذه القائمة، فكل شيء مكلف”.
ويضيف “ولكن الأغذية التي توفر قدرا كبيرا من السعرات الحرارية الصحية باهظة الثمن بشكل عام”.ولتجنب الروتين الغذائي والحصول على أطعمة صحية موافقة للمعايير المتوسطة، والابتعاد عن المنتجات المصنعة، تطالب منظمة “العدالة الغذائية” (Justicia Alimentaria) الإسبانية السلطات باعتماد سياسة مالية تعزز الصحة العامة. وكانت المنظمة وراء فرض ضريبة على السكر في المشروبات الغازية، وما زالت تسعى إلى اتخاذ تدابير إضافية لتوجيه المستهلكين نحو المنتجات الغذائية الصحية.
وفي هذا السياق، يقول المتحدث باسم المنظمة خافيير غوزمان “نحن بحاجة إلى سياسة مالية متماسكة تراعي تقلبات الأسعار وتأثيرها على القدرة الشرائية”.مؤشرات خطيرةأكدت الدراسة التي نشرتها وزارة شؤون المستهلك الإسبانية في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أن 4 من بين كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و9 أعوام يعانون من زيادة الوزن أو السمنة (23.3% في صفوف الفتيات و17.3% للأولاد)، ويعاني 0.9% فقط من النحافة.وحسب الكاتبة، فإن هذه الأرقام تشير إلى أزمة حقيقية لا تقل خطورة عن أزمة كورونا؛ لكن بدون أن يكون هناك نية للاستثمار في علاج هذه المشكلة.
ويحذّر المتحدث باسم منظمة “العدالة الغذائية” من خطورة إعلانات الطعام الموجهة للأطفال، ويؤكد أن اللوائح المنظمة لعرض هذه الإعلانات وضعتها الشركات المنتجة بنفسها؛ لذلك يُسمح بالإعلان عن أي طعام، مع بعض الضوابط في الصور المعروضة فقط.اعلانمن جانبها، تحذر عالمة الاجتماع المتخصصة في الصحة العامة بجامعة إقليم الباسك، أمايا باكيغالوب، من أن الدراسات التي تربط السمنة بالدخل “سطحية ومخزية”.
وتضيف “رغم أننا نعتقد أن إعطاء الأولوية لصحة أطفالنا أمر بدهي؛ لكننا في الواقع قد نهتم بدفع فاتورة الكهرباء أكثر من توجيه الطفل إلى ممارسة كرة اليد كنشاط بدني”.يحذر الخبراء من خطورة إعلانات الطعام الموجهة للأطفال (شترستوك)ويوضح كاسابونا بأن هناك نوعين من الأطفال الذين يصابون بالسمنة، وهم “الأطفال الذين يأكلون بشكل سيئ للغاية، وأولئك الذين يأكلون بشكل جيد؛ لكن أكثر من اللازم”.
ويحذر من أن المجموعة الثانية تعاني في الغالب من “الجوع العاطفي”، وهو شائع في العائلات التي انفصل فيها الزوجان، ما يؤدي بالأطفال إلى الحزن، وتناول كميات كبيرة من الطعام بدون وعي.
وتشيد الكاتبة بالقرارات التي اتخذتها السلطات في البرتغال، حيث حظرت العام الماضي الإعلان عن المنتجات التي تحتوي كميات كبيرة من الملح والسكر والدهون المشبعة خلال الفترة المسائية، التي يجلس خلالها الأطفال أمام شاشات التلفزيون.
وفي السابق، فرضت البرتغال ضرائب على السكر وتمكنت بين عامي 2008 و2016 من تقليص معدلات زيادة الوزن من 37.9% إلى 30.7%، والسمنة من 15.3% إلى 11.7%.
المصدر : الصحافة الإسبانية