محليات

حكومة”فدرالية كورونا”تتصارع ..أي طائفة مسؤولة عن الوباء؟

وسط هذا السجال المتهافت، كانت حملات كثيرة تشير إلى أن عكّار، وهي المنطقة السنية الأكبر في لبنان، هي خزان الوباء… تماماً كما كانت الحملة من قبل على الضاحية الجنوبية ومناطق الشيعة بوصفها ناقلة الفيروس من إيران. ربما كان هؤلاء ينتظرون تفشي الوباء في منطقة سنية، لتبدأ إجراءات العزل المناطقي منها. الصراع على “هوية” الوباء ومنطقة انتشاره، يقابله تصارع بين القوى على من يقدّم أوفر الخدمات الحزبية في مناطقه ومجتمعه.

هكذا، استحالت أزمة الكورونا كأزمة الكهرباء، كل طائفة تريد معملها. وهكذا يتكرس المرض المستجد مرضاً لبنانياً مزمناً، يرسم الحدود ويرفع السواتر بين المناطق والطوائف، وفق ما يمكن تسميته “فدرالية كورونا”.

هذه الحكومة التي تمثل فريقاً واحداً، ويفترض أن تكون منسجمة مع بعضها البعض ولا تضم متناقضات سياسية، يمكن معها وإزاء “العمالة” إيجاد نوع من التوافق والتغاضي عن العنفوان لإحدى القوى السياسية مثلاً. أما إزاء وباء يستدعي عزلاً وحجراً، فلا تجد توافقاً أو انسجاماً أو إجماعاً، أو حتى تمرير قرار من دون اعتراض فاعل (فيتو) من طرف آخر. ربما يحتاج هؤلاء إلى رسالة أو إتصال من السفارة الأميركية لإعلان العزل.

كل كلامهم لا يتعلق بلبنان كدولة. هو ينطلق من حسابات مناطقية و”فدرالية” طائفية أو حزبية – طائفية. والتحالف فيما بين هذه القوى لا يقوم على الوحدة بل على ترتيب التقسيم والفدرلة. فتتحكم الذهنية الفئوية الطائفية، بدلاً من ذهنية الشعب الواحد. ويوماً بعد آخر، تثبت هذه الحكومة وهذا العهد وهذه السلطة، أنهم ليسوا على قدر المسؤولية المناطة بهم، وسط تمنّعهم عن اتخاذ أي قرار يعبّر عن لبنان كدولة واحدة تحكم شعباً واحداً. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock
Libanaujourdui

مجانى
عرض