خسائر كورونا تتوالى.. وفيات أميركا تقترب من ألف وهولندا تعلن مئات الإصابات الجديدة ولبنان يمدد حالة الإغلاق
مدد لبنان حالة التعبئة العامة بسبب فيروس كورونا (كوفيد-19) إلى 12 أبريل/نيسان المقبل، في حين يقترب عدد الوفيات في الولايات المتحدة من ألف وفاة، وسجلت هولندا 1019 إصابة جديدة. وقررت الحكومة اللبنانية إغلاق المؤسسات الخاصة من السابعة مساء حتى الخامسة صباحا. وتشير آخر الأرقام إلى ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 368، من بينها ست 6 وفيات و20 حالة تماثلت للشفاء. من جهتها، قالت سلطات الصحة الهولندية إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا ارتفع بمقدار 1019 حالة (16%) ليصل العدد إلى 7431 مصابا. وقال معهد الصحة الهولندي الوطني في تقريره اليوم الخميس بشأن تفشي الفيروس إن عدد الوفيات بلغ 78 حالة أمس الأربعاء ليصل الإجمالي إلى 434 شخصا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الإصابات المسجلة في أوروبا تشكل 60% من مجمل الإصابات العالمية، أما الوفيات فتساوي 70% من إجمالي الوفيات.
لا عدوى محلية بالصين
ولم يسجل بر الصين الرئيسي أي حالات انتقال للعدوى بفيروس كورونا محليا للمرة السادسة في ثمانية أيام، في حين فتح إقليم هوبي -الذي ظهر فيه الفيروس لأول مرة- حدوده.
لكن الحالات الواردة من الخارج ارتفعت، مما دفع بكين وشنغهاي إلى زيادة القيود لمنع عودة انتشار العدوى، في الوقت الذي تعود فيه الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم للعمل بعد إجراءات إغلاق في وقت سابق.
وقالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين إن جميع حالات الإصابة الجديدة وعددها 67 حالة حتى نهاية أمس الأربعاء جاءت من الخارج، وإن جميع الحالات الجديدة المسجلة في اليوم السابق وعددها 47 حالة واردة من الخارج كذلك.
وبلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة حتى الآن 81,285 حالة، وسجلت اللجنة إجمالا 3287 حالة وفاة حتى نهاية أمس، بزيادة ست حالات عن اليوم السابق.
ولم يسجل إقليم هوبي -الذي يقطنه نحو 60 مليون نسمة- أي حالات جديدة أمس الأربعاء وفتح حدوده.
قلق بفلسطين
وفي فلسطين المحتلة، قال المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم اليوم الخميس إن عدد المصابين بفيروس كورونا ارتفع إلى 84 حالة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف -بعد ظهور 20 حالة جديدة منذ أمس، بينها سبع إصابات في قطاع غزة و13 في الضفة الغربية- “إننا نمر بمرحلة حاسمة، وأن الفيروس بدأ يلامس مرحلة الخطر، وعلينا أن نتوخى أقصى درجات الحظر، وتحديدا بسبب العمال القادمين من إسرائيل”.
وذكر ملحم في إيجازه الصحفي أن نحو عشرين طبيبا وممرضا من العاملين المساعدين في مستشفى رام الله هم قيد الحجر الصحي بسبب مخالطتهم مصابا بكورونا.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن السلطة الفلسطينية تعاني من نقص في اختبارات فحص فيروس كورونا.
وأمرت الحكومة الفلسطينية يوم الأحد الماضي سكان الضفة الغربية المحتلة بالبقاء في منازلهم لمدة 14 يوما كإجراء احترازي لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية اليوم “حسب تقديراتنا، الأيام القادمة ستكون أصعب من التي مضت، ليس علينا فقط بل على العالم أجمع، وعلينا التعامل بشكل دقيق مع خطر الإصابة لدى العمال القادمين من إسرائيل”.
تعبئة بأميركا
وفي أميركا، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إن الأميركيين سيتلقون مساعدة مالية عبر ودائع مباشرة في غضون ثلاثة أسابيع من توقيع مشروع قانون الإنقاذ الاقتصادي من فيروس كورونا، مضيفا أن الرقم القياسي لطلبات إعانة البطالة الذي أعلن اليوم “ليس له علاقة”.
وقد وافق وافق مجلس الشيوخ بالإجماع على خطة “تاريخية” بقيمة ألفي مليار دولار لدعم أول اقتصاد في العالم يخنقه فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص في الولايات المتحدة حتى الآن.
وتشمل الخطة إرسال مساعدات مباشرة إلى الأميركيين يمكن أن تصل قيمتها إلى 1200 دولار لكل بالغ و500 للطفل، وذلك إلى العائلات التي يقل دخلها عن 150 ألف دولار سنويا.
كما تم تعزيز تعويضات البطالة والسماح للعاملين المستقلين بالاستفادة منها، وهو مطلب أساسي للديمقراطيين.
ويشمل النص أيضا 500 مليار دولار من القروض والمساعدات للشركات والقطاعات الاساسية، بينها نحو ثلاثين مليارا لقطاع الطيران (الشحن والركاب)، إلى جانب مئة مليار أخرى للمستشفيات التي بات الطلب يفوق طاقتها.
كما قرر الجيش الأميركي التوقف عن تقديم بعض البيانات التفصيلية عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بين صفوفه، تحسبا لأن يستخدم أعداؤه هذه البيانات مع تفشي الفيروس.
عالقون بإسطنبول
وفي تركيا، نقلت السلطات عددا من المسافرين الأجانب العالقين في مطار إسطنبول الدولي بسبب وقف حركة الطيران نتيجة تفشي فيروس كورونا إلى مساكن طلابية في ولاية قره بوك.
ومن بين العالقين في مطار إسطنبول -الذين يبلغ عددهم 1500 أجنبي- مواطنون يحملون جنسيات الأردن والجزائر وتونس.
الدول الفقيرة
وبدأت المنظمات غير الحكومية سباقا مع الزمن في مواجهة القوة المتصاعدة لفيروس كورونا المستجد في البلدان الفقيرة، لتجنب حدوث سيناريو كارثي.
وتعاني تلك البلدان في قارات مختلفة ضعفا في البنية التحتية وفي أنظمة الرعاية الصحية جراء الصراعات أو الأزمات الإنسانية التي تعصف بها.
وقالت مديرة العمليات في منظمة أطباء بلا حدود إيزابيل ديفورني “لم يعد بإمكاننا وقف فيروس كورونا فهو أصبح موجودا في كل مكان، لكن ما زال بإمكاننا إبطاؤه وكسب بعض الوقت لتحضير أنفسنا لمواجهته”.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء من خطر وفاة الملايين في الدول الفقيرة، وقدم “خطة استجابة إنسانية عالمية”، مع دعوة إلى التبرع بمبلغ يصل إلى ملياري دولار.
وقالت ديفين بينو من منظمة “كير” غير الحكومية “لكننا نعلم أنها لن تكون كافية”.
وفي الوقت الراهن، لم يبلغ تفشي الجائحة في هذه المناطق بعد إلى المرحلة المتقدمة التي وصل إليها في الدول الغربية.
وبحسب المنظمات غير الحكومية، ما زالت هناك إمكانية لمنع عدد معين من الإصابات على أمل الحد من عدد المرضى الذين ستتم معالجتهم.
وتقدر ديينابا ندياي عالمة الأوبئة في منظمة “العمل لمكافحة الجوع” أن “هامش نافذة العمل يحسب بالأسابيع”.
وقتل الفيروس 21,867 شخصا على الأقل في العالم منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول في الصين، وشخصت 481,230 إصابة رسميا في 182 دولة ومنطقة.
وفي بعض المناطق، أعادت منظمة “أطباء بلا حدود” توجيه نشاطاتها وحولت المستشفيات إلى مراكز لمعالجة المصابين بالفيروس.
وتعد إيطاليا التي سجلت الوفاة الأولى في نهاية فبراير/شباط الماضي الدولة الأكثر تضررا من ناحية حصيلة الوفيات مع بلوغها 7503 وفيات من أصل 74,386 إصابة، وقالت السلطات الإيطالية إن 9362 شخصا شفوا.
المصدر : وكالات