ثورة 17 تشرين وضعت خطّة جديدة: هكذا سننقذ لبنان من الجوع
حتّى في زمن “كورونا”، لم يتمكّن الوباء من إخلاء ساحات “الثورة” الشعبيّة التي بدأت في ١٧ تشرين الأوّل ٢٠١٩، لكن في هذه الأيّام بصورة مختلفة تتلاءَم مع المعاناة المعيشيّة التي يعيشها اللبنانيّون.يتحرّك قياديّو “الثورة” في المناطق كافّةً. يعِدون بأنّهم، بعد الـ”كورونا”، سيعودون إلى الساحة بأسلوب أقوى لأنّ التعبئة العامة بسبب تفشّي الفيروس أوصلت البلد إقتصادياً إلى “تحت الصفر” مع إقفال المحلاّت التجاريّة والمطاعم والمؤسسات وتوقّف اللبنانيين عن العمل لأكثر من شهر وبلوغ الشريحة التي انخفضت عن خطّ الفقر نسبة الـ50%.
قيل إنّ “الثورة انتهت”، وبعدها سُئل عن مصير “الثوّار” وطُرحَت علامات استفهام حول المسار الذي سيسلكونه بعد “زمن الكورونا”، ليتّضح في الأيّام الأخيرة أنّ نشاط قياديّي الحراك لم يغِب بل وُضعت الأولويّات التي تُناسب حاجة الشارع حالياً، والمرحلة السياسيّة التي ستتبع بدء تراجع الوباء عالمياً.
وفي معلومات موقع mtv أنّ مجموعة هيئة تنسيق الثورة كانت بدأت، قبل مرحلة التعبئة العامة، بوضع مشاريع لخلق فرص عمل في الأرياف وتمويل مشاريع صناعيّة متقدّمة ودعم صغار المزارعين عبر توزيع البذور وتأمين المواد الزراعيّة والحيوانيّة للمزارعين وسكّان القرى بالتعاون مع جامعات كبرى وإختصاصيّين، وذلك بهدف تعزيز الإقتصاد الريفي والمساهمة بشكل رئيس في إعادة بلورة المسار الإقتصادي العام الذي يشهد تحوّلاً كبيراً في البلاد.
إلى ذلك، أعلنت عضو هيئة التنسيق لينا حمدان، في حديث لموقع mtv، أنّه “تمّ إطلاق مبادرة “خبز وملح” للوقوف إلى جانب العائلات المحتاجة في مختلف المناطق، حيث تمّ جمع مبلغ 15 مليون ليرة، كمرحلة أولى، لتوزيع عددٍ كبير من الحصص الغذائيّة”، كاشفةً أنّ “الحملة وزّعت حتّى اليوم أكثر من 1100 حصّة غذائيّة في بيروت وطرابلس وعكار والمتن وكسروان وجبيل والبقاع وصور والنبطية ومرجعيون وكفررمان ومناطق أخرى، بالتنسيق مع مجموعات وجمعيّات عدّة، كما سنتسلّم أكثر من 300 علبة لاستكمال التوزيع في جزين وزحلة وبعلبك والهرمل”.
ولدى السؤال عن مصادر تمويل الحملة، تؤكّد أنّ “كلّاً منّا اتّخذ على عاتقه جمع المبلغ الممكن لوضعه في تصرّف مبادرة “خبز وملح”، ومنذ أسبوع وزّعنا أكثر من 400 علبة على مناطق الجبل، الشويفات وكفرمتى وعاليه، وفي الشوف، وتنتظرنا جولة طويلة على المناطق اللبنانية، كي ننقذ اللبنانيين من الجوع الذي طرق أبوابها”.
يعتبر “الثوّار” أنّ “كورونا خدمنا كثيراً ودفعنا إلى وضع خطّة جديدة لمواجهة الفساد المتحكّم بالإدارة”، ولا يُفصحون عمّا يُحضّرونه في اليوم الأوّل بعد انتهاء الوباء في لبنان