في مسعى لإنهاء الخلاف القائم بين الحكومة اليمنيّة الشرعيّة والمجلس الانتقالي الجنوبي، قدّمت السعوديّة مقترحاً لتشكيل حكومة جديدة تضمّ الطرفَيْن بعد إعادة انتشار للقوّات على الأرض، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”. ويتضمّن الاقتراح السعودي وقف التصعيد والقتال في أبين، وإلغاء المجلس الانتقالي الجنوبي للإدارة الذاتيّة التي أقامها. وكشفت 3 مصادر أن الرياض اقترحت إطار عمل لإنهاء المواجهة الأخيرة في جنوب اليمن تحت مظلّة التحالف الذي تقوده المملكة، إذ كانت اشتباكات طاحنة سابقة بين الحكومة الشرعيّة والمجلس الانتقالي الجنوبي، قد أدّت إلى تعقيد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع الدموي وحماية قطاع الصحة المتعثر من وباء “كوفيد-19”. أوضحت المصادر أن السعوديّة قدّمت الاقتراح الجديد لتنفيذ اتفاق الرياض الذي أُبرم في تشرين الثاني الماضي في شأن تقاسم السلطة في جنوب اليمن وتعثر تطبيقه. ويدعو الاقتراح إلى وقف إطلاق النار في محافظة أبين وإلغاء المجلس الانتقالي “حال الطوارئ”.
وبعد ذلك، سيُعيّن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محافظاً ورئيساً للأمن في العاصمة الموَقّتة عدن، ثمّ يتعيّن على المجلس الانتقالي، المدعوم من الإمارات، سحب قوّاته من عدن وإعادة نشرها في أبين، على أن يتمّ تشكيل الحكومة بعد ذلك، بحيث سيختار الرئيس اليمني رئيساً للوزراء بهدف تشكيل حكومة بمشاركة المجلس الانتقالي، لكن الأخير يُريد تشكيل الحكومة الجديدة قبل نقل قوّاته.
ولا يزال التوتر السياسي والأمني والعسكري مستمرّاً في جنوب اليمن منذ العام الماضي، عندما بسطت قوّات المجلس الانتقالي سيطرتها على عدن ومناطق أخرى من جنوب البلاد، في حين لم ينجح اتفاق الرياض في احتواء الأزمة بالكامل، مع وقوع حوادث واستئناف القتال بين حكومة هادي والمجلس من حين إلى آخر.