البحث عن بقعة ضوء

 

مارينا فرحات – لبنان اليوم

5 ثوان كانت كفيلة بموت “أم حسين” بعد انقطاع الكهرباء عن آلة الأوكسيجين. ظلام حالك يهدد اللبنانيين أشهر في ظل التجاذبات السياسية والعجز الحكومي في توفير الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء بسبب عدم توفر العملة الأجنبية ورفض السفن الراسية على المرافئ تفريغ حمولتها قبل تسديد الكلفة.

اليوم، الداخل يتخبط بين الأزمات السياسية والاقتصادية، الشعب منهك نصفه على باب المطار والنصف الآخر على أبواب المستشفيات ومحطات الوقود. المولدات التي كان يعتمد عليها المواطن باحثا عن بقعة ضوء تنير عتمة بيته ،هاربا بذلك من عتمة بلده، أصبحت عبء آخر في ظل نقص الديزل والتهديد برفع الدعم. في الشمال على سبيل المثال، أكد سكان منطقة البداوي أن ساعات التقنين تعدت العشرون ساعة في اليوم والمولد لا يخدم أكثر من خمس ساعات كحد أقصى…”أم سارة” وهي واحدة من السكان إشتكت من سوء الوضع لجهة التقنين وبحسب قولها” لا ولاد عم تقدر تدرس، ولا أكل عم بضاين بالبراد، الوضع زفت”. أما الخارج يراقب مصمّماً على موقفه لا مساعدات قبل التشكيل!

في السياق السياسي، لا يبخل وزير الطاقة ريمون غجر بتصريحاته النارية على المواطنين. في لقاء له مع الرئيس عون صرح ” لبنان ذاهب إلى العتمة إذا لم تؤمن الأموال اللازمة لشراء الفيول”. كما أردف” نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى الكهرباء وخصوصا في القطاع الصحي، فهل يمكن تصور مستشفيات من دون كهرباء؟”

من جهة أخرى، لا يرى المطلعون أي حلول أو خطط مدروسة في الأفق لأزمة الكهرباء فهي متجذرة منذ سنوات وليست وليدة اليوم، وهذا القطاع مليء بالفساد والمصالح. فالحلول اليوم تقتصر على تقديم اقتراح قانون معجل مكرر لتأمين مليار ونصف المليار ليرة لبنانية كسلفة إلى كهرباء لبنان لشراء الفيول من قبل التيار الوطني الحر.

مئة سنة على تأسيس دولة لبنان الكبير ولا كهرباء! فهل نحتاج مئة سنة أخرى لتوليد الكهرباء؟

المصدر: لبنان اليوم

 

 

Libanaujourdui

مجانى
عرض