السيسي في باريس.. نواب يذكّرون ماكرون بأولوية الملف الحقوقي ويحذّرونه من “عار القذافي”

طالب نواب فرنسيون بالبرلمان الأوروبي الرئيس إيمانويل ماكرون بوضع ملف احترام حقوق الإنسان في صلب محادثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، محذرين من “العار” الذي لحق بفرنسا بعد استقبال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، تزامنا مع وصول السيسي اليوم إلى باريس.

وفي رسالة نشرتها صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية، قال 15 نائبا ينتمون لكتلة الخضر في البرلمان الأوروبي إن احترام حقوق الإنسان ينبغي أن يكون في صميم العلاقة مع حكومة السيسي، وهو مبدأ “لا يمكن التفاوض عليه”.

وأضافوا أن انتهاكات الحكومة المصرية لحقوق الإنسان لا حد لها، ولا يبدو أن هناك ما سيوقفها اليوم، وشددوا على أن فرنسا لا ينبغي لها أن تزكي مثل هذه الانتهاكات.

وعبّر النواب الفرنسيون عن ثقتهم بأن إحساس الرئيس الفرنسي بالواجب والشرف سيجنبه وصمة العار التي لحقت بفرنسا بعد استقبال القذافي، وطالبوه بعدم استقبال السيسي بالطريقة التي استقبل بها القذافي، كما ناشدوه تجنب تحميل بلادهم ثقل هذه “الخيانة” لقيمهم وللإنسانية، على حد تعبيرهم.

وأكدوا -في البيان- أن حكومة ماكرون مدينة لفرنسا بأكثر من مجرد إشارة عابرة لحقوق الإنسان في نهاية مؤتمر صحفي، كما حملوا ماكرون مسؤولية إبلاغ السيسي ضرورة احترام التزاماته تجاه حقوق الإنسان.

ورأى النواب الفرنسيون أن مصر دولة كبيرة ويمكنها أن تتعامل مع الخلافات الداخلية بوسائل غير القمع وانتهاك حقوق الإنسان والتعذيب والاعتقالات التعسفية.

ودعوا في هذا السياق إلى الإفراج عن جميع المعتقلين في مصر بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات.

وقال النواب بالبرلمان الأوروبي إن النظام المصري الذي يمعن في ازدراء حقوق الإنسان اعتقل 3 أعضاء من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مباشرة بعد اجتماعهم بدبلوماسيين أوروبيين، وأكدوا أن رسالة النظام المصري للاتحاد الأوروبي واضحة لا لبس فيها.

وشددوا في هذا المنحى على أن الإفراج عنهم في آخر لحظة لا يجب أن يكون ورقة ضغط أو مساومة.

ووجه النواب رسالتهم المفتوحة إلى كل من الرئيس ماكرون، ووزيرة الدفاع فلورانس بارلي،  ووزير الاقتصاد والمالية برونو لومير، الذين سيلتقون بالسيسي خلال زيارته إلى باريس المقررة يومي الاثنين والثلاثاء.

زيارة رسمية
وصل الرئيس المصري إلى باريس في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين باريس والقاهرة في مواجهة الأزمات في الشرق الأوسط، من دون تجاهل المسألة الحساسة لحقوق الإنسان.

وقد وصل السيسي إلى باريس بعد ظهر اليوم الأحد عبر مطار أورلي، حيث يستقبله وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مساء في اجتماع تليه مأدبة عشاء.

ويلتقي السيسي صباح الغد ماكرون، في أول لقاء مباشر بينهما منذ اجتماعهما في القاهرة قبل نحو عامين، الذي كشف عن خلافات بينهما تتعلق بمسألة حقوق الإنسان.

وأكد الإليزيه أن ماكرون سيعيد طرح الملف الحقوقي من جديد، في حين عبّرت منظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الإنسان أمس عن “ذهولها لرؤية البساط الأحمر ممدودا” للسيسي في فرنسا، ووجهت نداء إلى ماكرون أدانت فيه “تساهل فرنسا على أعلى مستوى” في مواجهة “القمع العنيف” في مصر.

المصدر : الجزيرة + وكالات

Libanaujourdui

مجانى
عرض