الكردي:” المخربون الحاقدون ليسوا مواطنين”.

رأى الرئيس الفخري لجمعية علم بالقلم الشيخ القاضي أحمد درويش الكردي “إن ما شاهدناه في بيروت مستهجن ومستنكر ولا يفعله عاقل أو بشر….. وكيف يهدم عاقل مدينته ويحرقها … وتم الاعتداء على الأحياء والأموات بأقدم مقبرة في لبنان منذ الفتح الإسلامي…. وهذا قمة العدوان وقمة الظلم للإنسان والأوطان “.

وتساءل الكردي “ولماذا هذا الحقد الأسود الدفين على الآخرين …. ؟؟ونحن أبناء وطن واحد… والواجب وضع الكتف إلى الكتف للبناء وليس للسرقة والحرق والإيذاء…. لقد دُمرت بيروت في الحرب الأهلية البغيضة وذهبت أموال الناس ومحلاتهم…. ثم عمرت بيروت مجدداً وحُرِمَ كثيرٌ منهم من حقوقهم فيها بقصد أو بغير قصد…. ومع ذلك رضي الناس بعودة السلم الأهلي وبناء بيروت التي يحبون ولو لم يعودوا إلى محالّهم ودكاكينهم التي كانوا بها يعملون…..”.

وأضاف في حديثه :” المهم أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان حاملاً على عاتقه إعادة بناء البشر والحجر …. وتخرج عشرات الألوف من الجامعات على نفقته وبكل الاختصاصات ومن كل طوائف لبنان وحرص على ازدهار لبنان وكان محط إعجاب عربي وعالمي …. حتى استشهد هو رفاقه وعدد بعده ليس بالقليل فداءاً للوطن الذي يبنى بكل سواعد أهله…. ومن العام ٢٠٠٥ وحتى الآن ولبنان تمر عليه انتكاسة وراء انتكاسة…. ولم تتكاتف الجهود إلا لتقاسم النفوذ والقوى وسرقة خيرات البلد…. تحت مسميات كثيرة وقوانين تسن على مقاس أصحابها ومصالحهم…. حتى أصبحوا يتاجرون مع الدولة فهم التجار والدولة والمواطن الزبون المغبون المسروق … فيحصلون الأرباح على أكتاف الوطن واستحلوا ذلك لأنفسهم وأولادهم وأزلامهم وعلى كل المستويات كالمحروقات والدواء والطحين والكهرباء وحتى تزفيت الطرقات وكل مشاريع الدولة تسلطوا عليها بلا شفقة ولا رحمة حتى أصبح أكثر الناس مثلهم يلا رحمة تذكر إلا ما ندر والحجة واحدة هم يسرقون…. والسرقة ليست حلالا لهم وحرام علينا…. وهي طبعاً حجة كل الآثمين…. حتى تهاوى كل شيء في هذا الوطن أو كاد …… وكانت ثورة السابع عشر من تشرين فأيقظت هذا الشعب المكلوم …. وواجه الفساد والمفسدين سلميا ثلاثة شهور …. ولكن أبى أكثر الفاسدين أن ينالهم خطاب الثوار السلميين… ونقدهم إذ هم فوق النقد كما يعتقدون وأعلى من الشبهة كما يظنون….. فأوعزوا لأتباعهم ترهيب الثائرين حيناً… وركوب الثورة حيناً آخر …. ونفوا عن أنفسهم الفساد بكل أشكاله….. وتسموا بالإصلاح حيناً وبالتغيير حيناً آخر… وأنهم الأمل والمستقبل….. والحزب القوي وحزب الله والديمقراطي والثوري الذي به النجاح والفلاح للوطن والمواطنين …. وتسلط السفهاء والضائعون والمهمشون والفقراء والمحبحبون والمتوشمون على الناس بصورة مقيتة عصبية حيناً وجاهلية حيناً آخر وضرباً وإحراقاً وتخريباً أحياناً أخرى على المواطنين الذين لا يملكون إلا ألسنتهم للتعبير عن الألم والوجع الذي لحقهم منذ عقود…. حتى تمنى الكثير منهم الهجرة من بلدهم الذي يحبون ويعشقون ليشعروا بالأمن والإنسانية والحقوق المدنية التي أصبحت للأقوياء والمتنفذين في هذا البلد…. وضاعت ثروات أكثر الناس وضعفت رواتبهم بتغير سعر الدولار حتى لامس الفقر أكثر من سبعين إلى ثمانين بالمائة من المواطنين بسبب جشع التجار وأرباب المال من صرافين ومصارف وتجار لا يحبون أوطانهم بل يحبون أموالهم وزيادتها ويخافون من نقصانها حتى هربوا أموالهم المسروقة والمنهوبة بأكثرها…. ولو على حساب لقمة الفقير ….والمواطن الشريف…. وعلى الدولة ورجالات الوطن المخلصين سواء كانوا موالاة أو معارضة القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ الوطن قبل فوات الأوان مع التركيز على أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية هي ضمانة البلد كله… ومن الغباء والجهل أن يهاجم البعض جيشه الذي هو سياج الوطن كله ويتهجم على قواه الأمنية التي تسهر على أمنهم وأمن الوطن كله و حفظ ممتلكاتهم الخاصة والعامة… وردَّة الفعل التي في غير محلها تجاه الجيش والقوى الأمنية بكل المحافظات اللبنانية مرفوضة جملة وتفصيلاً…. ونطالب برفع يد السياسيين جميعاً عن القضاء كله وبكل أنواعه… بل وبرفع التناتش السياسي والحزبي للوظائف العامة والفئة الأولى وغيرها من الفئات و كل المؤسسات الرسمية والإلتفات لبناء لبنان قبل أن نفقد ما يحسدنا عليه كثير من الناس…. وأختم بحديث شريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما جاءه أسامة بن زيد رضي الله عنه شفيعاً بالمرأة المخزومية التي سرقت… وقد أبدت قريش أن تدفع أضعاف أضعاف ما سرقت كي لا تقطع يدها وتلحقها المذلة ( إنما أهلك الذين كانوا من قلبكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ ويم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وللأسف الشديد يطبق مفهوم هذا الحديث في كل الدول المتحضرة التي تعرف قيمة المواطن ولا تفرق بين حاكم ومحكوم في الحقوق والواجبات المدنية… بل وحتى المقيم بينهم وعندهم”.

Libanaujourdui

مجانى
عرض