باسيل: من يريد أن يترأس حكومة إختصاصيّين يجب أن يكون الإختصاصي الأوّل

ألقى رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل كلمة في ذكرى 13 تشرين جاء فيها:


“هلي ورفاقي بالتيّار الوطني الحر،أيّها اللبنانيون،- ثلاثون سنة مرّت على 13 تشرين 1990، وكلّ سنة نلتقي بهذه المناسبة لنستذكر أبطال غابوا؛ لكن قيمة الذكرى هي باستخلاص العبرة، والعبرة من 13 تشرين هي انّ “ما من حق وراءه مناضل، الاّ وينتصر”.- ثلاثون سنة مرّت، يعنيأكثر من ثلث اللبنانيين كان بعد ما خلق في هذا التاريخ!- ثلاثون سنة مرّت، يعني قسم كبير من شعبنا نسي الذكرى أو حتى لا يعرف معناها!- ثلاثون سنة مرّت، ولكن نحنا لا ننسى ولا يمكن ننسى لأن 13 تشرين بالنسبة النا كانت البداية بالوقت كتار ارادوهاتكونالنهاية!- تماماً متل ما السنة الماضية قلنا ونبّهنا انّو جايين على 13 تشرين جديدة ولكن هالمرة اقتصاديّة! اعتقدوا كمان هالمرة انّهم انتهوا منّا.بعدنمفكرين هيك وخلّيهم مفكرين هيك!هيك مرّت علينا سنة جديدة من معمودية النار والظلم لنجدّد فيها التيار!نعم!30 سنة، سنة ورا سنة، من النار والنضال، من الشقاء والعذاب، من الظلم والاستهداف، من الحرب والسلم، من النفي والسجن للحكم، من القهر بالخارج وبالداخل، بالإعلام المأجور وبالسياسة، بالأمن وبالإقتصاد…بكل الوسائل، بكل الظروف، وبكل العالم بوجهنا ونحن نواجه 13 تشرين ورا 13 تشرين!الكل معتقدنا عم نخسر وننتهي، ونحنا عم نعمل بداية جديدة للتيار وعم نتجدّد!!!بتتذكّروا لما قالوا انتهى الكابوس؟ بتتذكّروا لما قالوا انتهىعون؟ بتتذكّروا لما قالوا انتهت العونية؟كانوا يتنمروا علينا، متل اليوم ويسألونا: بعدكن عونيين؟بعدكم مآمنين؟ بعدكم مصدّقين؟هم يقولوا “ضروري وشرعي ومؤقّت”، ونحنا نقول “حرية سيادة استقلال”! مين بقي؟! أي شعار مات؟ وأي شعار ما بيموت؟وقتها كنا بضع مئات وبقينا! اليوم نحنا مئات الألوف!وقتها كنا وحدنا وبقينا! اليوم نحنا مش وحدنا!وقتها المعادلة الداخلية والخارجية كانت ضدنا وبقينا! اجتمعوا علينا من جوّا ومن برّا وبقينا!وقتها اجت طيّارة وفوقها طيّارة وبقينا! اليوم الطيّارة ومعادلتها انكسرت وما بقا تنفع!المعادلة يلّي عم تحمي لبنان اليوم كسرت الطيّارة، ونحنا بصلبها!ما بتنفع طيّاراتكم، ولا تهديداتكم، ولا عقوباتكم!اليوم الخطر هو من نوع ثاني،ومنشان هيك سمّيناه 13 تشرين اقتصادي، لأن الخطر مالي اقتصادي وبيهدّد الكيان بالزوال، وتحديداً بالسنة يلّي عم تحل الذكرى المئوية الأولى لولادة لبنان الكبير… هيدي أهميّة الذكرى السنة!مئة سنة بما لها وبما عليها، بتخلّينا نوقف باحترام أمام كل النضالات والعذابات، من حرب 48، لثورة 58، لحروب 67 و73 ولإنفجار الحرب بالـ 75 وصولاً لـ 13 تشرين 90،وبعدها 93 و 96 والـ 2000 والـ 2005 والـ 2006، و2019  و 2020 والله وحده بيعرف شو مخبّالنا…مئة سنة من المحطّات عاش فيها لبنان ضغوط الخارج وهي مدمّرة، وعاش انقسامات الداخل وهي قاتلة، لكن ما مرّ يوم محنة مثل يلّي عمنمرّ فيه اليوم!محنة اليوم هي الأصعب، ليش؟ لأن الإصابة اليوم طايلة شعبنا، بلقمة عيشه، بشغله، بمعاشه، بايداعاته وبمدّخراته وبتعليم اولاده.المواجهة اليوم هيعلى شعبنا …هي مواجهة شاملة بالإعلام وبالمال وبالسياسة وبالحرب النفسية، وبشلّ القدرة على التفكير السليم، وبغسل الأدمغة بالثورات الملوّنة، المصطنعة جزئياً والمموّلة خارجياً!لو المواجهة هي تقليديّة بالعسكر، منربحها وربحناها أصلاً…لو المواجهة هي تقليديّة بالسياسة، منربحها وربحناها أصلاً…لكن المواجهة هي اقتصادية مالية لتركيع البلد والناس، والسلاح هو الدولار، والدولار مش بإيدنا، الدولار بإيد يلّيبيطبعه! هيدي نقطة ضعفنا وهم عارفينها وعم يستغلّوها!لهيكبتشوفنا بالمقاومة السياسية نصمد وننتصر، بينما بالمواجهة الإقتصادية منفكّر مرتين، مش لأننا ضعفنا نحناولكن لأن شعبنا ضعف ومش قادر يتحمّل الضغوطات المالية!نحنا ما ضعفنا! نحنا كلّ همّنا هو شعبنا ما ينكسر أكثر، وهني كلّ همّهم كيف يكسرونا!نحنا همّنا الناس، وهم كل همّهم نحنا وكسرنا!هيدي هي المعادلة! بعدنا بنفس المعادلة الداخلية بمجتمعنا منسنة 1990! نحنا همّنا نخلّص البلد وهم همّهم يخلّصوا علينا! وما عندهم شي بالبلد غيرنا! وما فهموا معادلة انهم من دوننا خسرانين شو ما عملواحتّى لو ربحوا!!!اقسى ما في الحياة ان يعيد الانسان التجارب المميتة نفسها من دون ما يتعلّم… لمّا انسان يؤذي حاله او يقتل حاله، فهذا أمر ممكن تتوقعه لأنّه يتعلّق بشخصه؛ ولكن ما لا يمكن انك تتوقعه او تقبله او تفهمههو أنّو انسان يقتل مجتمع بكامله من دون ما يتعلّم!شوممكن تسمّي هيك انسان؟!مجرم؟! لا، اكثر…المجرم هو يلّيبيقتل إنسان بريء، ولكن شومنسمّي  يلّي يقتل مجتمع بكامله بسبب نزواته وعقده النفسيّة؟! أي لقب منعطيه؟

انا هون ما عم احكي عن لعبة ديمقراطيّة عاديّة! هيدي مفهومة، وبيقدر واحد يتأمّل بانتخابات، بلحظة او بفورة معيّنة،انها تجي لصالحه! هيدا حقّه وخاصةً اذا عايش كل حياته على هيدا الحلم! خلّيه يحلم مش مشكل!المشكلة مش الديمقراطيّة! المشكلة أمنيّة! لأن بلّشنا نشوف مظاهر تفلّت أمني من بعد 17 تشرين وصارت تأخذ أشكال مريبة! ساعة غرفة عمليّات وقطع ممنهج للطرقات، وساعة عمليّات انتشار وخطط تقطيع أوصال وحواجز، وساعة مظاهر وعروض شبه عسكرية ورسائل تهديد… وصولاً لميرنا الشالوحي!انا بس بدي قول كلمتين:حطّ اليد على مجتمعنا بالقوة ممنوع! بالمنيح وبالاقناع وبالاعلام وبالديمقراطيّة، جرّب قدّما بدّك، ما في مشكلة! بس بالقوّة، ممنوع!وهيدي المحتلة والتمسكنوالبيانات “وبيمون الجنرال”، منعرفها وقديمة وما بقى بتقطع علينا.في ظاهرة ثانية أسوأ وأخطر على المجتمع من الميليشيا، وهي الحراك الفوضوي لأنّه يزرع الفوضى مش بسبالمجتمع وبالإعلام، بل اخطربالفكر! طبعاً ما عم نحكي عن الحراك الصادق يلّيمنؤيّده ومنريده انّو يستمرّ،ولكن للأسفلا ساعد حالو ولا ساعدنا بحربنا على الفساد!ياما نادينا المجتمع المدني قبل 17 تشرين، واليوم عم نناديهمجدّداً بذكرى مرور سنة ليستنهض نفسه، ولنتشارك نحن وايّاه بتحريك القضاء والملفات، وبإقرار القوانين العالقة.الحراك اسمه معه، لازم يتمتّع بالدينامية البنّاءة الإيجابية، يلّيبتقدّم الأفكار والمشاريع وترسم الأهداف التي تتحقّق وتجمع الناس حولها؛ مش انّويكون اداة هدم، تسكّر المصارف والطرقات، وتدمّر المؤسسات والشركات،وتسرّعبانهيار العملة وزيادة التضخّم وتعطي العذرلوقف الدعم ولانسداد الأفق!نحنامندعيلإعادة تحريك الحراك على أسس صادقة وهادفة، ووضع برنامج تنفيذي للضغط على مجلس النواب بإقرار القوانين الإصلاحيّة ومش قوانين العفو،للضغط على الحكومة باعتماد سياسات دعم للأفراد ومش للمواد، للضغط على المصرف المركزي بإعادة الأموال المهرّبة للخارج، للضغط على القضاء بإصدار الأحكام بالملفات العالقة عنده، للضغط على القوى السياسية لتكون جزء من الإصلاح ومش تجهيلها وحمايتها عبر تعميم تهمة الفساد.

أهلي ورفاقي،لبنان الكبير عاش مئة سنة من الصراعات على الخيارات وعلى الإنتماء، ولغاية اليوم ما لاقى الأجوبة الشافية، وهو اليوم هائم على وجهه، بلا بوصلة وبلا قوّة جاذبية بسبب الأعطال بنظامه! العطل الأساسي اليوم عدم وجود حكومة يلّي هي مركز القرار.وبالمناسبة، مش على علمنا ان الرئيس ماكرون عيّن Prefet او مشرف عام على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية ومدى التزامها بالمبادرة.وبكل الأحوال، يلّي بدّو يرأس حكومة اختصاصيين لازم يكون هوّي الإختصاصي الأوّل، او يزيح لاختصاصي،ويلّي بدّو يرأس حكومة سياسيين، فحقّو يفكّر اذا كان هوّي السياسي  الأوّل،ويلّي بيحب يخلط بين الإثنين، بدو يعرف يعمل الخلطة،بس بلا تذاكي وعراضات اعلاميّة.
كلّ مرّة بدّنا نألّف حكومة في مشكلة، بسبب إضاعة الوقت وتعطيل التأليف؛ ومؤخراً بلّشنا بموضة جديدة هي اقتناص فرصة التأليف للإنقضاض على الدستور باختراع صلاحيّات  وأعراف جديدة، وآخرها اعتبار فريق من اللبنانيين انّو الفرصة سانحة له ليحطّ يده من خارج الأصول والدستور على وزارة، واعتبار فريق آخر بالمقابل ان الفرصة سانحة له ليحطّ يده على كلّ الوزراء، ويسمّيهم هوّيمن خارج كل الأصول حتى من دون امتلاكه لأي أكثرية ميثاقيّة او نيابية! الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير لدرجة انّو الفريقين جاهزين لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيلهم لمكسب بيكرّسوه بمحفظة موقعهم بالنظام!بالمقابل، نحنابالتيّار الوطني الحرّ، منشوف الفرصة سانحة اليوم ليس فقط لإنقاذ البلاد عبر المبادرة الفرنسية، بل أيضاً عبر إجراء تعديل دستوري بيمنع الشغور بالسلطة التنفيذيّة وبيقوم على فكرتين:1 – إلزام رئيس الجمهوريّة بمهلة قصوى لا تتخطّى الشهر الواحد لتحديد موعد للإستشارات النيابيّة، تكون طبعاً ملزمة له بنتائجها، ولكنّها لا تكون مقيّدة للنواب بتحديد خياراتهم كما هم يرتأون.2 – إلزام رئيس الحكومة المكلّف بمهلة شهر كحدّ أقصى لتأليف الحكومة وحصوله على موافقة وتوقيع رئيس الجمهورية على مرسوم التأليف، وإلاّ اعتباره معتذرحكماً، وإعادة فتح مهلة الشهر المعطاة لرئيس الجمهورية للإستشارات.وطبعاً في الحالتين، يتوجّب على المجلس النيابي إعطاء الثقة أو حجبها بعد شهر من مهلة تأليف الحكومة وصدور مرسومها، (وتقصير المهلة الى اسبوعين في حال التكرار).وإني أُعلن اليوم تقديم تكتلّ لبنان القوي لتعديل دستوري بهيدا الخصوص

Libanaujourdui

مجانى
عرض