حتى تنفد ثروتها.. طليقة مؤسس أمازون تتبرع بـ 4.2 مليارات دولار

أعلنت ماكنزي سكوت، الزوجة السابقة لجيف بيزوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، عن تبرعها السخي بمبلغ 4.2 مليارات دولار، إلى 384 منظمة، كجزء من خطتها التي أعلنتها العام الماضي للتبرع بمعظم ثروتها خلال حياتها.

حتى تفرغ خزانتها

وجاء هذا الإعلان بعد فترة قصيرة من تبرع ماكنزي بمبلغ 1.7 مليار دولار إلى 116 منظمة، في يوليو/تموز الماضي، ونشرت وقتها مدونة على موقع “ميديم” (Medium)، قالت فيها “في العام الماضي، تعهدت بالتبرع بغالبية ثروتي إلى المجتمع، وسأبدأ قريبا، وسأكمل في ذلك حتى تفرغ الخزنة”.

وعبرت عما شعرت به من خوف وحسرة، مثل الكثيرين، خلال النصف الأول من هذا العام بسبب جائحة كورونا، وقالت “ما يملؤني بالأمل، هو التفكير فيما يمكن أن يحدث إذا فكر كل منا فيما يمكن أن يقدمه”.

وفي مدونتها الجديدة على موقع “ميديم” أيضا، وصفت ماكنزي الوباء بأنه “مرحلة مدمرة في حياة الأميركيين الذين يعانون بالفعل”، وأضافت “تسببت الجائحة في خسائر اقتصادية وصحية جسيمة، خاصة للنساء، وأصحاب البشرة السمراء، والفقراء، وفي الوقت نفسه، تضاعفت ثروة المليارديرات”.

اختيار دقيق

وذكر المقال قائمة بمئات المنظمات التي تلقت الأموال، بما في ذلك مقدمي الخدمات المالية للمجتمعات التي تعاني من نقص الموارد، ومقدمي التعليم للمهمشين، والمدافعين عن الحقوق المدنية.

وأوضحت ماكنزي في مقالها أن ما قاموا به من بحث وجمع للمعلومات، ليس فقط من أجل تحديد المؤسسات الأكثر تأثيرا، ولكن لمعرفة المنظمات الأقل حظا في تلقي المنح، وإعطائها فرصة جديدة دون قيود، ووصفت عملية البحث والعطاء التي يقوم بها فريقها بأنها “تعتمد على البيانات بشكل دقيق، وتتميز بالحس الإنساني”.

وعن المؤسسات المختارة، قالت ماكنزي إن “هذه المؤسسات كرست حياتها لمساعدة الآخرين، وخدمة الناس وجها لوجه، وكانوا بجانبهم على الأسرة والطاولات، في السجون وقاعات المحاكم، وفي القاعات الدراسية، والشوارع وأجنحة المستشفيات، ولا تزال مستمرة في عطائها يوما بعد يوم”.

ثمار المنحة

وتمكنت ماكنزي من تقديم  أكبر تبرع في تاريخ جامعة ولاية مورغان، في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، وهي إحدى جامعات السود التاريخية، بمنحها مبلغ 40 مليون دولار، وتسببت منحتها في تضاعف عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة.

كما حصلت جامعة برايري فيو إيه آند إم، في تكساس، على مبلغ 50 مليون دولار، وهو أكبر تبرع تحصل عليه الجامعة على الإطلاق، ويمكنها بذلك مضاعفة منحها وإمكانياتها، وتضمنت القائمة أيضا جامعة كالفن، ولاية فرجينيا، ديلارد.

ويذكر أن قائمة الجامعات التي تعرف تاريخيا أنها للسود، تتلقى هبات صغيرة مقارنة بباقي المؤسسات، بسبب تمويلها غير العادل على مر التاريخ، ولذلك ما قدمته ماكنزي لهم يعتبر تحولا كبيرا في مسيرتهم.

وشملت المنظمات الأخرى المدرجة في القائمة الجمعية الوطنية الأميركية للنهوض بالملونين (NAACP)، وجمعية “وجبات على عجلات” (Meals on Wheels)، التي تقدم وجبات الطعام لمنازل غير القادرين، وجمعية “واي إم سي إيه” ( YMCA) السويسرية، ومنظمة يونايتد واي، والصندوق العالمي للمرأة، والمجلس الأميركي للتعليم “أي سي إي” (ACE)، الذي يقدم قروضا لأصحاب الشركات الصغيرة.

وقال برنت ويكفيلد، الرئيس التنفيذي لجمعية “وجبات على عجلات”التي تقدم الطعام لحوالي 850 أسرة، إن تبرع ماكنزي يعتبر ثاني أكبر هدية في تاريخ المؤسسة، وخاصة خلال هذه الفترة الحرجة.

كما صرح المدير التنفيذي للجمعية، سكوت كينغ، بأنه لم يتقدم حتى بطلب للحصول على المنحة، وأن فريقها هو من تواصل معهم.

 أكبر المنح الفردية

وتأتي ماكنزي في قائمة أغنى 20 شخصا في العالم، بصافي ثروة بلغ 60.7 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبيرغ لمليارديرات العالم، وارتفعت ثروتها بشكل كبير بعد تضاعف مبيعات شركة “أمازون” (Amazon) خلال فترة انتشار جائحة كورونا، إذ حصلت على ربع أسهم زوجها السابق بيزوس، في أمازون، بعد طلاقهما عام 2019.

وفي العام الماضي، انضمت ماكنزي لمبادرة “تعهد عطاء” (Giving Pledge)، التي أطلقها الملياردير وارن بافيت، والزوجان بيل وميليندا غيتس، لتشجيع أغنى رجال وعائلات العالم على ترك غالبية ثروتهم للأعمال الخيرية.

وفي المقابل، لم ينضم زوجها السابق بيزوس، وهو أغنى رجل في العالم، إلى المبادرة، وبعد تعرضه للكثير من الانتقادات لعدم إسهامه بمزيد من ثروته في الأعمال الخيرية، بدأ بتقديم بعض المنح في السنوات الأخيرة إلى منظمات تدعم قضايا التغير المناخي وبنك الطعام.

وبهذا تقدر تبرعات ماكنزي هذا العام بحوالي 6 مليارات دولار، وقالت ميليسا بيرمان، التي تشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة روكفلر، إن حجم تبرعات ماكنزي خلال عام واحد فقط، يعتبر من أكبر المنح الفردية على الإطلاق.

يذكر أن ماكنزي من مواليد 7 أبريل/نيسان 1970 وهي روائية أميركية، وعملت مديرة تنفيذية لمنظمة  ثورة المارة Bystander Revolution، وهي منظمة تعنى بمكافحة التنمر وتأسست عام 2014. ولها من المؤلفات “اختبار لوثر أولبرايت” The Testing of Luther Albright عام 2005، و”الفخاخ”  Traps في عام 2013.

المصدر : مواقع إلكترونية

Libanaujourdui

مجانى
عرض