شقاء الطفولة في العام الأخير!

ضفاف / قصص واقعية

داخل غرفة لم يكتمل بناؤها كانت الطفلة #ريم ترقب عيني أمها المصابة بمرض السرطان؛ كان ذلك في ضواحي محافظة عكار شمالي لبنان ؛ لم تدر أنها على موعد مع اليتم الحزين وأن رحلة الشقاء مع الصبر قد بدأت….

الساعة السادسة بتوقيت بيروت حين خرج الطبيب ليقول للزوج أنها قد فارقت الحياة؛ ماتت والدة ريم تاركة وراءها ٦ أولاد نصفهم من الإناث…ريم في زاوية الغرفة تبكي و العزاء قد ضربت خيامه في الخارج… كان ذلك المشهد قد توج مع نهاية خريف عام ١٩٩٨…

مرت أشهر على الوفاة ثم تزوج الاب لتكون ريم من أتعس الأطفال؛ يغيب الأب كل يوم عن المنزل مع نهار العمل؛ ريم بعمرها البسيط باتت خادمة المنزل وها هي تخرج عن صمتها وتدخل عمرها السادس عشر ولكن دون جدوى في اقناع الجميع باستكمال الدراسة؛ هو يوم قاس حين صفعت كل طموحاتها أمام بؤس الأيام وجهل اختيار الأب للزوجة الثانية….مرت سنوات العذاب دون وعي…في التاسعة عشر من عمرها تقرر ريم الانتحار من نوع آخر … تقول في سطور ذكرياتها؛ هربت الى الزواج حتى أتنفس بعيداً عن ظلم خالتي واهمال أبي وكانت فاجعة الزواج فاشلة و التي لم أستيقظ منها الا بعد خمس أولاد أغرقوني بالتعب والعمل ..من انا … لكن ابتسامة الطفولة لم تزل على وجنتيها وفي عينيها ..

برضى وتسليم …هذا قدري والحمد لله…..القصة واقعية مع بعض التعديلات والعبرة من الكتابة هو حسن أن نختار لأطفالنا وأن لا نظلم أبناءنا وأن نكون بسطاء طيبين صادقين في زراعة القيم لأن الدنيا دوارة وان أخطأنا أن لا نستمر بالفشل وأن نصحح ونكون صريحين حتى اللحظات الأخيرة على دموع #ريم تجف يوماً و تعيش في سنين طيبة محبة.

خواطر على درب الرحيل ج٢

مساء الخير

اسامة عويد

Libanaujourdui

مجانى
عرض