لأول مرة منذ 92 عاما.. طفلة هندية تتصدر غلاف مجلة تايم

على مدى 92 عاما، تعلن مجلة تايم سنويا عن “شخصية العام”، ولكنها هذا العام ولأول مرة على الإطلاق، تعلن عن لقب “طفل العام” الذي منحته للعالمة الأميركية ذات الأصول الهندية جيتانجلي راو، البالغة من العمر 15 عاما.

وقد تفوقت هذه الباحثة والمبتكرة على أكثر من 5 آلاف مرشح من الولايات المتحدة لهذا اللقب، تراوحت أعمارهم بين 8 و16 عاما، واختارت مجلة تايم 5 منهم ليكونوا في قائمتها، وتصدرتهم جيتانجلي ببراعتها واختراعاتها غير المسبوقة.

المخترعة الصغيرة

تمكنت جيتانجلي التي تعيش في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأميركية، من اختراع جهاز يتمكن من كشف الرصاص في الماء بطريقة أسرع وأقل تكلفة من التقنيات المستخدمة حاليا، وفي انتظار حصولها على براءة اختراع، تعمل الآن على اكتشاف طريقة للكشف عن الملوثات في الماء، مثل الطفيليات.

كما طوّرت تطبيقا يسمى “كيندلي” (Kindly) يستخدم الذكاء الاصطناعي لمحاربة التنمر عبر الإنترنت، عن طريق تعقب ومنع التنمر الذي يتعرض له الأطفال، وخاصة الطلاب، لجعل بيئة التعلم أكثر أمانا.

وفي مجال آخر، تعمل جيتانجلي الآن على إنشاء جهاز يسمى “إبيون” (Epion)، يعمل على تشخيص إدمان المواد الأفيونية في مرحلة مبكرة وعلاجه، كما قامت -بالتعاون مع مجموعة من المدارس والمتاحف ومنظمات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات- بإجراء ورش عمل حول الابتكار، وتمكنت من توجيه أكثر من  30 ألف طالب.

مجتمع المبتكرين الناشئين

وعن فوزها بهذا اللقب، عبرت جيتانجلي خلال مقابلتها مع وكالة أسوشيتد برس عن مفاجأتها الشديدة. وقالت “لم أكن لأتخيل شيئا كهذا، وأنا ممتنة ومتحمسة جدا من أجل جيلي والجيل القادم، لأن المستقبل في أيدينا”.

التقت جيتانجلي بالنجمة والناشطة الأميركية أنجلينا جولي عبر مكالمة فيديو بمناسبة نيلها لقب “طفل العام”، وللتحدث عن آخر اختراعاتها، وقالت “كنت بعمر 10 سنوات عندما أخبرت والدي أنني أريد القيام ببحث في مختبر أبحاث جودة المياه في دنفر، حول تقنية مستشعرات الأنابيب الكربونية، وقلت إذا لم يفعل ذلك أي شخص آخر، فسأفعل أنا ذلك”.

كما عبّرت عن رغبتها في مساعدة وإلهام المخترعين الصغار مثلها، وقالت “لا أريد أن أبدو مثل نموذج العالم، وهو رجل أبيض مسن على شاشة التلفاز، وهدفي هو إلهام الآخرين لفعل نفس الشيء الذي أفعله، فهذه رسالتي: إذا كان بإمكاني فعل شيء، يمكن لأي شخص القيام بذلك”.

وأما عن مراحل تفكيرها والمنهج الذي تتبعه لتنفيذ أفكارها، أجابت جيتانجلي بكلمات بسيطة ومختصرة، قائلة “المراقبة، والعصف الذهني، والبحث، والبناء، والتواصل”.

وتحدثت عن حلمها في إنشاء مجتمع من حول العالم للمبتكرين الناشئين، وإلهامهم لتحقيق أهدافهم، حتى إن بدأ ذلك على نطاق صغير، “المهم هو الحماس والإيمان بالفكرة”، كما عبّرت.

وبعكس الصورة النمطية عن المخترع الذي يتمتع بذكاء خارق وليس لديه ما يفعله سوى الأبحاث، ذكرت جيتانجلي هواياتها الأخرى إلى جانب العلوم، وهي ركوب الدراجات، والمبارزة في لعبة “سلاح الشيش”، كما عبرت عن ولعها بالخَبز، وحبها الشديد للسفر، وقد زارت بالفعل العديد من البلاد كالصين والهند ومصر.

وقد اختارتها مجلة فوربس وهي في عمر 12 عاما في قائمة “30 تحت 30” التي تتضمن 30 شخصا تحت سن 30 عاما، وحصلت على المركز الأول في “تحدي العالم الصغير” لعام 2017.

وتضمنت قائمة مجلة تايم 4 أطفال آخرين، هم تايلر جوردون (14 عاما)، وجوردان ريفز (14 عاما)، وأصغرهم بيلين وودارد الذي يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، وأخيرا إيان ماكينا (16 عاما)، ولكل من المخترعين الصغار تأثير إيجابي في مجتمعاتهم، منها زراعة الطعام لمن هم في أزمة، وتصميم ألعاب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

غريتا ثونبرغ

في العام الماضي، وقبل إعلان مجلة تايم عن لقب “طفل العام”، كانت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ البالغة من العمر 17 عاما، أصغر فرد يتم اختياره على الإطلاق في قائمة “شخصية العام” في مجلة تايم عام 2019، لما تبذله من مجهود في مجال مكافحة تغير المناخ.

وكسرت بذلك الرقم القياسي الذي حققه تشارلز ليندبيرغ، وكان يبلغ من العمر 25 عاما، كأصغر من اختارته مجلة تايم كأكثر رجل مؤثر في عام 1927.

بدأت غريتا حركة عالمية في أغسطس/آب 2018، عندما اعتصمت أمام البرلمان السويدي لأيام، وهي تحمل لافتة مرسومة بحروف سوداء على خلفية بيضاء، كتبت عليها “إضراب المدرسة من أجل المناخ”، وتبعت ذلك بخطابها في قمة المناخ للأمم المتحدة، كما التقت البابا، فضلا عن شجارها مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وهو ما منحها شهرة واسعة لجرأتها وإصرارها.

المصدر : مواقع إلكترونية

Libanaujourdui

مجانى
عرض