ليليان شعيتو…قضية الرأي العام تستعيد طفلها

بعد غيبوبة دامت حوالي خمسة أشهر منذ إصابتها بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس، استعادت السيدة ليليان شعيتو جزءاً بسيطاً من وعيها وفتحّت عينيها، بعدما صارعت الموت بخفقان قلبها الذي لم يتوّقف، على عكس جسدها الذي دخل في غيبوبة بعد إصابتها بكسور بالغة في الجمجمة، ما أدى إلى نزيف داخلي أدخلها في غيبوبة وألزمها السرير في المستشفى.

إلا أن بارقة الأمل وفرحة أهلها بتجاوبها وتحسّن حالتها لم تكتمل بسبب حرمانها وحرمان عائلتها من رؤية طفلها الرضيع الذي أخذه أهل زوجها في محاولة منهم لحرمانها منه وأخذه إلى الخارج عند والده، رافضين أيّ تواصل مع  أهل شعيتو، علماً بأن طبيبها المعالج  طلب أن ترى ليليان رضيعها لأنه سيحسّن من حالتها ولا سيما أنها واعية تماماً لمن هم حولها، فرفض أهل زوجها الأمر وأصرّوا على حرمانها وأهلها من رؤيته، كما أصروا على سفره إلى الخارج وعدم إرسال صورة أو فيديو، فتحوّلت قضيتها إلى قضية رأي عام وتضامن معها الشعب اللبناني بمعظمه، داعياً إلى دعمها عبر اطلاق هاشتاغ (‎#ليليان_بحاجة_لابنها).

وبالفعل نجحت المساعي والجهود بعد تفاعل هذه القضية، وأصدرت المحكمة الجعفرية قراراً بمنع سفر الطفل وتسليمه إلى جدته لناحية أمه لمدة 4 ساعات يومياً، ليكون إلى جانب والدته في المستشفى حسبما جاء في نص القرار: “إبلاغ سائر الأجهزة الأمنية والقضائية وجميع المحاكم الشرعية الجعفرية في لبنان ريثما يصار إلى إجراء اللازم وفقاً للشرع والقانون، وذلك بعد أن تواصل المفتش العام للمحاكم الشرعية الجعفرية القاضي حسن الشامي والنائب العام فيها القاضي بلال وزني مع رئيس المحكمة العليا الشيخ محمد كنعان”.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالمواقف المتضامنة مع ليليان شعيتو. فأكدّت “إلسي مفرّج”  في تغريدة أن “ليليان ضحية نظام بيقتل الشخص أكتر من مرة. قتلوها مرة بهجرة زوجها، ومرة بالانفجار، ومرة جديدة بتفريقها عن ابنها”.

 وأضافت: “أيه ليليان كمان ضحية نظام بيسمح لأهل الرجل يفكروا انه بيقدروا يحرموا الأم من ابنها لمجرد أنه القانون مجحف وغير عادل”، وختمت: “يسقط النظام  وتسقط قوانين الأحوال الشخصية الدينية”.

واعتبرت زينة منصور أن “الشابة ليليان شعيتو التي دخلت في غيبوبة بعد انفجار المرفأ استفاقت لتقول إن التفجير والحقد والكراهية لا تدوم، لكنها وجدت أن زوجها أخذ طفلها وسافر. دروس الرب وعجائبه لا تتعظ منها بعض مخلوقاته”.

وانتقدت هلا حداد بشدة حرمان أهل الزوج من مشاهدة الطفل، فكتبت: “كنا مفكرين إنو أدوات خارجية وداخلية خلف جريمة تفجير المرفأ اكتشفنا قلة الإنسانية عند أهل زوج #ليليان_شعيتو فيها إجرام مش قليل، لأن حرموها مشاهدة ابنها، لأن ما بدّن يعطوها فرصة الشفاء والعودة إلى الحياة الطبيعة،لأنن بلا قلب  الكل يتضامن مع ام مصابة وهني لا”.

وكتبت سحر حسين غدار في تغريدة: “كإنو الإم ما ناقصها أوجاعها وتعبها، لحتى يلحقها وجع خسارة رضيعها الي ما بينقصو شي بهالدني إلا إمو… المحكمة الجعفرية مطالبة بتأمين حق ليليان لآخر لحظة وإحقاق الحق بهالقضية، والمجتمع كلو مسؤول بالتضامن ورفع الصوت”.

وأثنت أماني جحا على قرار المحكمة الجعفرية، وقالت إن الحق انتصر كما ورد في تغريدتها “قرار المحكمة الجعفرية منع تسفير علي ابنها ل ليليان وإجبار أهل الزوج والزوج على اعطائهن الولد 4 ساعات يومية. هيدا انتصار لليليان ولاوجاعها، وهيدا صوت الكل يلي وصل اليوم “.

Libanaujourdui

مجانى
عرض