نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي خلال لقاء مجلس النقابة مع وزيرة الإعلام الدكتوره منال عبد الصمد

صاحبة المعالي
هي الزيارة الأولى التي يقوم بها مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية ، لا لتهنئتك بهذا المنصب الذي عهد إليك في هذه الأحوال العجاف التي ترزح بثقلها على وطننا، بل للوقوف إلى جانبك في ورشة عمل تنتظر القطاع الصحافي والإعلامي الذي حلت به النكبات ولا تزال وجعلت لبنان في أسفل قائمة الدول التي يحتفظ أعلامها بمقومات الحياة والقدرة على مواكبة العصر وتوفير وسائل العيش الكريم للعاملين في المهنة. ونحن نتوسم في شخصك الخير لا لأنك شابة تتمتعين بالحيوية ، وتحملين جعبة مليئة بالأفكار البانية والمتقدمة، إنما لامتلاكك بإرادة العمل والرغبة في ترك بصمة يحتاجها الإعلام اللبناني المتعثر.
أنهم ضحايا المؤسسات الصحافية والاعلامية التي لم تولهم ما يستحقون جراء تفانيهم في أداء عملهم، واسهامهم في نهضتها في السنوات السمان، وهي عندما حلت بها الضائقة لم تداو واقع الحال بالتضحية والصبر ، بل عمدت ،اما الى إنكار حقوق العاملين فيها أو التأخر في سداد مستحقاتهم .
صاحبة المعالي
أن القوانين الناظمة لقطاع الإعلام بالية ، وعف عليها الزمن ، وتفتقر إلى روح الحداثة، وبينها وبين المعاصرة اجبل ووديان .أن لبنان أصبح في أسفل القائمة ، وفقد دوره الريادي والطليعي على المستوى الاعلامي ، وهو بات متخلفا قياسا على ما نشهد في العديد من البلدان التي كانت تقتدي بنا.
أن نقابة المحررين التي وعت هذا الأمر قدمت منذ سنوات اقتراحات، وتوصلت مع سلفكم الوزير ملحم الرياشي إلى مشروع قانون لتنظيم النقابة ، يسمح لها بفتح الباب أمام العاملين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والصحافة الإلكترونية. مشروع يستوعب الجميع ويحقق وحدة الأسرة الإعلامية. ويلحظ أيضا انشاء صندوقين: تعاضدي وتقاعدي لحماية الزملاء اجتماعيا وصحيا، خصوصا في مرحلة التقاعد. كما أنه يحقق استقلالية نقابة المحررين، ولا يبقيها مغلولة بقوانين وقيود تخطاها الزمن.وهو لا يزال حبيس إدراج مجلس الوزراء ، ونطالب بالعمل على تحويله إلى المجلس النيابي لمناقشته وإقراره في اسرع وقت ممكن . نعم. هذا ما يطالب به الإعلاميون عسى الايخذلوا تحت أي ذريعة أو سبب.
صاحبة المعالي
أن التطور الرقمي والتكنولوجي الذي طاول الإعلام بات يحتم قوننة مواقع التواصل الاجتماعي، والتمييز بينها وبين والصحافة والاعلام . نحن في حاجة إلى توصيف وظيفي : الصحافي والإعلامي في أي قطاع من قطاعات المهنة ، هو من يتخذها موردا وحيدا أو رئيسا لرزقه. ولا يدخل المواطن الصحافي أو الصحافي المواطن في هذا التصنيف.
وهذا ما جاهر به بالأمس رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين الزميل يونس مجاهد، ومن قبل الاتحاد العام للصحافيين العرب.
صاحبة المعالي
أن لقائي الأخير بك، والاصداء التي بلغتنا ممن اجتمعت بهم، كونت لدى زملائي وانا انطباعا بأنك عازمة على العمل ومصممة على تحقيق نقلة نوعية ، لإنقاذ ما تبقى من الصحافة الورقية ودعم سائر القطاعات ، تمهيدا لانطلاقة واعدة يمكن أن تدفعنا الى تلمس بارقة أمل من بين الغيوم الداكنة .
اننا سنكون إلى جانبك في ورشة العمل ، ومتيقنون انك إلى جانبنا في الدفاع عن الزملاء الذين يتعرضون للعنف لدى قيامهم بواجبهم المهني، ويواجهون سيف مقاضاتهم أمام محاكم غير مختصة ، فيما نؤكد أن المرجع الصالح والوحيد الذي يجب ان يمثلوا أمامه هو محكمة المطبوعات، لا سواها. كما أنك إلى جانبنا في الوقوف ضد العسف الذي يطاولهم في لقمة عيشهم لامتناع مؤسسات عن تسديد رواتبهم، أو الاقدام على خفضها إلى ما يزيد على الخمسين في المائة منها، وعدم دفع تعويضات الصرف، وبطء محاكم العمل في البت بالدعاوى المرفوعة من قبلهم.
صاحبة المعالي
عذرا أن أطلت. نحن للتعاون والتكاتف على أهبة. وإذا كان ثمة من يعتبر أن حكومة الرئيس حسان دياب، هي حكومة الفرصة الأخيرة. فاننا نعتبر أنه من حسن الصدف أن تكوني على رأس هذه الوزارة ، وان تحسني القبض على هذه الفرصة وتوجيه القطاع إلى الملاذات الانقاذية، مستهدية بقول آلاية الكريمة” من يتق الله يجعل له مخرجا ” .

Libanaujourdui

مجانى
عرض