هل تعاملت الدول التي تقودها نساء بشكل أفضل مع كوفيد-19؟

لم تفرض البلدان المتقدمة التي تقودها نساء شروطًا أكثر صرامة للتعامل مع الأزمة الصحية، لكن هذه الدول حققت نجاحا لافتا في الحد من عدد الإصابات والوفيات.

في تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” (ft) البريطانية، عقدت الكاتبة جيليان تيت مقارنة بين الطريقة التي تعاملت بها الدول التي تقودها سيدات، مثل نيوزيلندا والنرويج وسويسرا والدانمارك وفنلندا وألمانيا وأيسلندا وتايوان وأسكتلندا، مع جائحة كورونا، وبين غيرها من الدول التي يقودها رجال.

في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن بدأت أزمة كورونا في نيوزيلندا، خاطبت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن أطفال بلادها في مؤتمر صحفي قائلة “إن أرنب عيد الفصح وجنية الأسنان” سيظلان في الخدمة بنيوزيلندا رغم الإغلاق المفروض بالبلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وقد انتشر فيديو الخطاب بشكل كبير جدا.

وحسب الكاتبة، فإن لغة خطاب أرديرن، التي تضمنت روح الدعابة والإنسانية في الآن ذاته، تثير في الأذهان سؤالا ملحّا: هل كانت القيادات النسائية أفضل في إقناع شعوبها بمكافحة جائحة كورونا من الرجال؟

كسب ثقة الشعب

في هذا السياق، تقول الكاتبة إن الدول التي تقودها نساء لم تفرض شروطًا أكثر صرامة من بقية الدول للحد من انتشار فيروس كورونا، مثل إغلاق المدارس وقيود السفر. لكن من الواضح أن هذه البلدان تفوقت في التعامل مع الفيروس وسجلت وفيات أقل من باقي الدول.

مع نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، بلغ معدل الوفيات التراكمي في نيوزيلندا 5.1 لكل مليون شخص، وهو أدنى معدل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وفي النرويج وفنلندا، يقل معدل الوفيات عن 100 شخص لكل مليون ساكن، وفي الدانمارك وألمانيا، أقل من 250.

مقارنات رقمية

وتُعتبر هذه الأرقام أقل بكثير مما سجلته دول يقودها الرجال، ففي هولندا وفرنسا والسويد مثلا، كان معدل الوفيات أعلى من 500 شخص لكل مليون ساكن، وفي إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أعلى من 780. أما في إسبانيا، فاقترب الرقم من 950.

علاوة على ذلك، فإن البلدان التي تقودها سيدات، سُجّلت فيها معدلات إصابة منخفضة، حيث كان المعدل في يونيو/حزيران الماضي حالة واحدة مؤكدة لكل 244 اختبارا، مقابل حالة مؤكدة لكل 155 اختبارا في الدول التي يقودها رجال.

وترى الكاتبة أن الثقة في الحكومة من بين العوامل التي ساهمت في نجاح السيدات بمكافحة الفيروس. ففي نيوزيلندا، بلغت نسبة الرضا عن استعانة الحكومة بالمشورة العلمية 77%، والأمر ذاته في دول مثل ألمانيا والنرويج والدانمارك. في وقت حلت دولة كبرى مثل الولايات المتحدة في آخر قائمة الثقة بنسبة 18%.

الخطاب العاطفي

ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في تفوق السيدات على الرجال في إدارة أزمة كورونا -كما تقول الكاتبة- الجانب العاطفي الذي يلعب دورا في إقناع الناس بالتكاتف والتضحية لمجابهة الجائحة.

لذلك، تعتقد الكاتبة أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة يحتاجون إلى أن يتحلوا بهذا الجانب العاطفي ويتحدثوا مع الناس بلغة يسهل فهمها حتى يكونوا أكثر إقناعًا.

وحسب رأيها، فإن جو بايدن، الرئيس القادم للولايات المتحدة، استخدم خطابا عاطفيا بالفعل في حملته الانتخابية، كما أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو غالبا ما يتحدث بطريقة عاطفية في معظم خطاباته، وحتى بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني يحاول القيام بالشيء ذاته الفترة الأخيرة.

المصدر : فايننشال تايمز

Libanaujourdui

مجانى
عرض