هل يمكن للجميع أن يحب الموسيقى؟ إليك خطوات تحمي طفلك من الذوق السيئ

يتشكل الحسّ الموسيقي لدى الطفل منذ سن مبكرة، وليس من الضروري أن يرتبط حب الموسيقى بمعرفة عميقة بها.

ولكن، كيف يمكن نقل شغف الموسيقى إلى الأطفال؟ للإجابة عن هذا السؤال تقدم العازفة ومعلمة الموسيقى ماري بيير بيكو نصائحها للأمهات عبر هذا التقرير الذي نشره موقع “أليتيا” (Aleteia) الفرنسي.

اكتشاف الجمال من خلال الموسيقى

تقول المختصة إن ذلك يكون بإشراك الجزء العاطفي من الطفل، أي باصطحابه مثلا إلى حفلة موسيقية، ودعوة أفضل صديق له أيضا. وعندما يكتشف طفلك فنانا جديدا قم بإهدائه “ألبومه”. واشرح له سبب إعجابك بأغنية دون سواها، واسرد له ذكرياتك المرتبطة بتلك الأغنية؛ كأن أغنية ما تذكرك بقيم المثابرة والعمل. وبالمثل، إشرح له لماذا لا تستسيغ قطعة موسيقية أو أغنية ما.

أي نوع من الموسيقى يمكن البدء به؟

قدم لطفلك باقة متنوعة من جميع الأنماط الموسيقية، ويمكنك اصطحاب أطفالك إلى تجارب الأداء في مدارس الموسيقى، وحفلات عيد الميلاد، وعروض الأوركسترا. غالبا تحظى هذه الحفلات بجمهور غفير وتفاعل كبير، وردود الفعل في القاعة مهمة لطفلك وهو قادر على إدراك ذلك. لا تأبه إن اصطحبت طفلك ذا 4 سنوات إلى حفلة ونام بعد ربع ساعة من بدء العرض، فأنت لن تنتظر سنّ المراهقة لاصطحابه إلى حفل موسيقي، حينها سيصبح الأمر مستعصيا.

يجب أن تمنح طفلك الفرصة ليعيش لحظات لا ينساها تقترن بالموسيقى. وتقول المختصة إنها تذكر إلى الآن منذ أن كانت تبلغ من العمر 5 سنوات غناء سيدة ترتدي فستانا أحمر قرمزيا. ولا تزال هذه الصورة مترسخة في ذاكرتها إلى اليوم، لأن هذه السيدة جعلتها ترغب في أن تصبح مختصة في المجال الموسيقي. لكن حذار، فالطفل يجب أن يشعر بأن له حرية الاختيار، فليس من الضروري أن يتطابق ذوقه الموسيقي مع والديه.

طفل شغوف بالموسيقى العصرية

عندما يكتشف الطفل فنانا عصريا، اسأله عما إذا كان يعجبه، وهل يريد التعرف عليه. المهم في هذا السياق هو جعل الطفل يعبّر عن سبب حبه لذلك المغني خاصة. ويحق لنا أن نبدي رأينا، ونقول إننا لا نحب هذا النوع الموسيقي، ولكن من دون أن نذم الفنان أو موسيقاه ونقول إن فنه هابط أو مبتذل.

بالنسبة للمراهقين، فهم يبحثون دائما عن قدوة، ويرغبون في الانضواء ضمن مجموعة يتفق أفرادها على ذوق موسيقي موحد، فذلك ينمي داخلهم الشعور بالانتماء. احذر من أن تعزز التناقض لدى طفلك؛ فإذا أخبرته أن فنانا ما لا يروق لك فسوف يصبح متأرجحا في اختياره وغير واثق من نفسه؛ لذا دعونا نمنح أطفالنا حرية حب فنانيهم، ولكن في الوقت نفسه نوجههم للاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية.

الذوق الموسيقي السيئ

تذكر دائما أن أذواق الأطفال تتطور لأنهم يكبرون ويتغيرون، وترتبط كل مرحلة بنوع موسيقي ما، ويمكنك حتى أن تقول إن “الذوق السيئ” أمر لا بد منه.

هل يمكن للجميع الاستمتاع بالموسيقى؟

ليس بالضرورة أن يرتبط حبك للموسيقى بمعرفة عميقة بها؛ فعليك فقط أن تتعلم، أن تحلم بالموسيقى من دون أن تتردد في قول الأشياء التي تخطر ببالك، أي أن تترجم المشاعر الموسيقية إلى كلمات. من المهم أيضا تمرير تلك القدرة لأطفالك، فقد يكون تفسير قطعة موسيقية سببا في جعل الأطفال يرقصون ويتفاعلون معها.

نصائح للآباء والأمهات

تؤكد المختصة أهمية اختيار معلم موسيقى يتمتع بحس إنساني عال؛ فتعلم الموسيقى يتطلب عاطفة وحساسية كبيرة، والمعلم الجيد هو أيضا شخص يريد أن ينمي قدرات تلاميذه، وإذا كان المعلم يبدي ما يكفي من الاحترام للطفل، سيشعره ذلك بالحرية أثناء العزف على آلته، ذلك أن العزف على آلة موسيقية يتطلب في الحقيقة أن نكشف أنفسنا من الداخل.

لهذا السبب، يسبق اختيار المعلم اختيار الآلة الموسيقية، وإذا لم يطور الطفل علاقة متينة مع معلمه، فمن الأفضل عدم الإصرار على مواصلة العمل معه. فعلى المدى الطويل، يمكن أن يكون المعلم السيئ “ساما” لطفل يتمتع بموهبة موسيقية حقيقية.

المصدر : الصحافة الفرنسية

Libanaujourdui

مجانى
عرض