لبنان يدخل مرحلة “صعبة”: الحالة الوبائية تماثل بداية السنة!

كتب فادي عبد الساتر في “الأخبار”: 
متحوّر «دلتا» زعزع كل الخطط والتوقّعات وحطّم اليقين بالسيطرة على انتشار فيروس كورونا، لدرجة الإيحاء – بشكل خاطئ – أن اللقاح غير فعّال وأنه عديم الفائدة. علماً أنه من دون اللقاح والوقاية الصحية لكنّا أمام كارثة أكثر خطورة. ومع أن الخطط المتبعة ليست مثالية، لكنها بالمؤكد حدّت من حصول أزمة كبيرة في المستشفيات وفي عدد الوفيات. الغاية من اللقاح كانت واضحة منذ البداية «الحد من الوفيات والحالات الحرجة» مع الأمل بالحد من الانتشار. لكن الأمور من الممكن أن تتعقّد مع ظهور متحوّر جديد مثل «دلتا» المسيطر على العالم والقادر على الانتشار السريع والتهرّب نسبياً من الجهاز المناعي. ما زال هناك غموض كبير في مستقبل هذا الفيروس، ولا أعتقد أن أي لجنة علمية في العالم قادرة حالياً أو نجحت في اتخاذ إجراءات مثالية بعيدة من البعد الاقتصادي تحد من انتشار الفيروس.
الوضع الوبائي الحالي في لبنان شبيه ببداية السنة؛ ازدياد أعداد المصابين لا يختلف عن الوضع في أوروبا، ولكن مع نظام صحي منهار كلياً ونسبة تلقيح قليلة نسبياً مقارنة بعدد الملقحين في أوروبا. فقد شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً لعدد الحالات الإيجابية في الأيام الأخيرة، مع العلم أن عدداً كبيراً من الأشخاص ليست لديهم القدرة المالية لإجراء فحص الـ«PCR»، مما يؤثر في الأعداد الحقيقية للمصابين. أمّا في معظم الدول الأوروبية، فإن فحص الـ«PCR» مجاني للمخالطين أو من لديهم عوارض.
ومن المحتمل جدّاً أن الاختلاط في المدارس وازدياد أعداد القادمين من الخارج وقدوم فصل الشتاء سوف يكون له أثر سلبي جداً على ارتفاع أعداد المصابين إذا لم تتخذ إجراءات صارمة للحد من الانتشار والتقيّد بالوقاية الكاملة. إن الأطفال يُعَدّون الناقل الأكبر للفيروس، ونسبة الأطفال المصابين في المدارس إلى ارتفاع مما يعرّض الأهل أكثر للإصابة عن طريق الاحتكاك المباشر بهم.
إن الأشخاص الملقّحين يعدّون، نسبياً، أقل عرضة للعوارض الحرجة، ولكن هم معرّضون للإصابة ونقل العدوى للآخرين. وهنا يجب التنبه لهذا الموضوع من المقيمين والقادمين من الخارج؛ التقيّد بالإجراءات الوقائية لحماية أقاربهم.

Libanaujourdui

مجانى
عرض